أول صوت نطق «هنا البحرين» محمد دويغر
التحق محمد دويغر بالعمل في سنّ مبكرة بعد وفاة والده الذي كان يعمل في تجارة الأغذية. عمل محمد في تجارة الأقمشة في شارع الشيخ عبدالله ومحاسبًا لتجار اللؤلؤ. ثم انتقل للعمل في إدارة الطابو، ومنها لتأسيس وإدارة “إدارة أموال القاصرين” والتي بقي فيها حتى تقاعده في 1975م.
أجاد محمد دويغر 4 لغات هي العربية والفارسية والإنجليزية والأوردية. وأدى تنقله بين الأعمال الحرة والحكومية إلى توسيع دائرة صداقاته ومعارفه حتى شمِلت البحرينيين والمقيمين، وكان يمتلك مجلسًا مفتوحًا مساء كل يوم لمحبيه ورفاقه.
كما ربطته علاقات صداقة أيضًا بأدباء ومفكرين عرب من العراق والشام ولبنان وذلك لكثرة أسفاره. كان دويغر محبًا للسفر، فزار العراق وسوريا ولبنان ودبي والهند وإيران، إضافة لدول أوروبية كإنجلترا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا والنمسا، وكان مقررًا أن يزور أمريكا في عام 1976م لولا أن وافاه الأجل.
كان يقتني في أسفاره مجموعة من الكتب ويشحنها عن طريق البحر. إذ كان له اهتمام بالثقافة والعلم جعله مؤمنا أن تغيير المجتمع يكون من خلال تعليم الإنسان حتى يختار لنفسه الأفضل، وأن من الضروري أن يتقارب الإنسان مع غيره ويحترم المختلف عنه، فكان من مؤسسي نادي العروبة الذي يهدف لنشر الثقافة ومحو الأمية. وكان من المشجعين على تعليم البنات. أسس أيضًا إدارة أموال القاصرين وأدارها مع مجلس استشاري تطوعي لتثمين وشراء وبيع وصيانة العقارات والأصول.
ولد محمد دويغر لأبويه علي دويغر وأمه آمنة. وينقل عن المرحوم أن لقب دويغر جاء من الفعل الثلاثي (دغرَ) وهي تعني أعطى كثيرًا، وترجع الكنية إلى والده (علي) الذي كان يجزل العطاء لمحيطه فكانوا يكررون “علي دغر لنا” وبالتالي أصبح (دويغر) لقب العائلة.
كان أول مذيع بحريني خلال الحرب العالمية الثانية (1940-1945م) حيث انطلق صوته من إذاعة الخليج العربي قائلًا “هنا البحرين” بصوته المتميز. استمر عطاؤه عمرًا حتى توفي في الساعات الأولى من صباح 13ديسمبر1976م ليدفن بمقبرة المنامة.