الجشي.. رئيس أول برلمان بحريني منتخب
قراءة: د. عبدالله المدني
في يوم الخميس الموافق 27 مارس سنة 2008 ودعت البحرين أحد أبنائها البررة الذين خاضوا منذ بواكير شبابهم مجالات العمل السياسي إلى جانب الاشتغال والاهتمام بالفكر والأدب والتاريخ والتربية والأنشطة الثقافية والمسرحية. في ذلك اليوم انتقل إلى جوار ربه المربي المعروف الأستاذ حسن جواد الجشي الذي دخل تاريخ البحرين الحديث كأول رئيس لأول برلمان وطني منتخب. هذا البرلمان الذي ولد بالاقتراع السري المباشر في عام 1973 من رحم المجلس التأسيسي الذي سن أول دستور للبحرين بعد إلغاء معاهدة الحماية مع بريطانيا في سنة 1971. ولد الجشي في المنامة سنة 1920 ابنا لأسرة بحرينية معروفة بحب العلم وأعمال البر والإحسان، تعود جذورها ــ كما يوحي لقبها ــ إلى بلدة «الجش» من قرى القطيف الزراعية في شرق المملكة العربية السعودية. ونشأ وترعرع في ظل والده المتعلم الذي كان خير سند له لجهة تثقيف نفسه تثقيفا ذاتيا؛ إذ كان يزوده بكل ما كان يحتاج إليه من مال لشراء الكتب والمجلات والدوريات إلى درجة أن الرجل امتلك في نهاية المطاف مكتبة منزلية خاصة عامرة بشتى أنواع المعرفة ومختلف المطبوعات من أمهات الكتب والدواوين الشعرية والدوريات والمعاجم والقواميس والأطالس وغيرها.
وحرص والده على إدخاله أفضل المدارس المتاحة آنذاك، فألحقه بـ «المدرسة الأهلية» بالمنامة، وهي مدرسة تأسست في عام 1931، فظل يدرس بها حتى عام 1934، وهي السنة التي أغلقت فيها بسبب الأعباء المالية، لكن الجشي واصل تعليمه بعد ذلك حتى أتم الثانوية وأتبعها بنيل دبلوم في التربية. ويذكر أن المدرسة الأهلية تأسست على يد شاعر البحرين الأكبر المرحوم إبراهيم العريض وبمساعدة من المربيين علي التاجر وسيد رضي الموسوي، وكانت بها أربعة صفوف، أول وثان وثالث ورابع ابتدائي، وكان مدرسوها من طلبة العريض السابقين بمدرسة الهداية بالمنامة قبل فصله منها ممن قبلوا العمل دون راتب. أما أشهر من زامل الجشي فيها فهم عبدالرحمن الباكر، وعبدالرحمن تقي، وبعض أبناء عائلتي المسقطي والتاجر، علاوة على أبناء عائلة نونو اليهودية البحرينية.
بدأ حياته المهنية بالعمل موظفا لدى «مؤسسة فخرو» التجارية في الفترة ما بين 1933 ــ 1934، وهذا يعني أنه بدأ العمل وهو لم يزل طالبا في المدرسة الأهلية. وفي عام 1935 انتقل للعمل بدائرة الكهرباء في وظيفة «مدير مخازن»؛ إذ عمل هناك حتى عام 1945 تحت إدارة الأستاذ أحمد موسى العمران الذي صار لاحقا مديرا لمعارف حكومة البحرين.
وفي أعقاب تركه العمل بدائرة الكهرباء اتجه للعمل في سلك التعليم، حيث عين في عام 1945 مدرسا بالمدرسة الغربية بالمنامة (مدرسة أبي بكر الصديق الابتدائية حاليا)، ثم عين في عام 1947 مديرا للمدرسة الشرقية بالمنامة، ثم تم نقله في عام 1950 إلى المدرسة الغربية في وظيفة مدير للمدرسة، وهي الوظيفة التي ظل يشغلها حتى عام 1957. والذين درسوا في المدرستين في تلك الأيام لابد وأنهم يتذكرون أسلوب الجشي في التدريس والإدارة الذي تميز بالصرامة والجدية.
وخلال سنوات حياته ساهم الجشي في العديد من الأنشطة الثقافية والاجتماعية والسياسية. فقد أسس مثلا مع مجموعة من أصدقائه المثقفين نادي العروبة في سنة 1939 وتولى أمانة سره مذاك وحتى سنة 1949. وفي عام 1950 انتخب رئيسا للنادي، ثم تولى مرة أخرة أمانة السر في الفترة الممتدة من 1951 إلى 1954 ليعود ويصبح مرة أخرى رئيسا للنادي في عام 1956. وبسبب ارتباطه القوي مع هذا النادي رتب القائمون عليه حفلة تأبينية وتكريمية له في 11 يونيو 2008، إذ ألقيت كلمات وقصائد أشادت بما قدمه للنادي، منها قصيدة لزميله الشاعر والسفير السابق تقي محمد البحارنة. من أبيات هذه القصيدة:
خفتَ الصوتُ الذي كان ينادي
وصداهُ داويا في كل نادي
خمدَ البركان من فورته
سقط َالفارسُ عن ظهر الجواد
هو للأجيال أستاذ ٌوهادي
قد وهبْتَ العمر في تعليمه
يا عدوّ الجهل، يا سحرَ المداد
فصحا المنبرُ من غفوته
بخطاباتك، واكتظتْ نوادي
ومقالات ضياءٍ نشرتْ
«صوتها» البحرين في أقصى البلاد
شعلة ٌكنتَ حماسا، كلّما
داهمتها الريح، زادتْ في اتقاد
وبدأ دوره السياسي بالانخراط في أنشطة «هيئة الإتحاد الوطني»، التي تأسست في عام 1954 كتجمع سياسي غير طائفي مؤلف من مختلف فئات الشعب، هدفه المطالبة ببعض الإصلاحات، قبل أن تخرج عن أهدافها المحصورة في الشأن الداخلي، ما أجبر سلطات الحماية البريطانية على سجن رموزها الصغيرة في عام 1956. وبالرغم من أن الجشي كان في عداد أعضاء الهيئة البارزين، وأحد أعضاء لجنتها الاستشارية، فإنه لم يُعتقل إلا لفترة وجيزة في سجن القلعة بالمنامة، بُعيد إعلان حالة الطوارئ في البحرين في سنة 1957. في هذه الحقبة شعر بحاجته للخروج من البحرين، فهاجر طوعا إلى الكويت التي أقام بها من عام 1957 إلى عام 1966 وعمل خلالها في سلك التعليم كمراقب لشؤون الطلبة في وزارة التربية والتعليم الكويتية. ومما يجدر بنا ذكره ونحن نتحدث عن نشاط الجشي السياسي أنه كان أحد أعضاء مجلس إدارة «إتحاد العمل البحراني»، الذي تأسس في سنة 1955 بهدف معالجة قضايا العمل والعمال ووضع مسودة لقانون العمل وقانون إنشاء نقابات العمل والعمال في البلاد.
في عام 1966 يقرر الجشي مغادرة الكويت إلى منفى اختياري آخر، فاختار دمشق التي استضافته مذاك وحتى سنة 1971. وخلال فترة إقامته في العاصمة السورية كان له نشاط أدبي تمثل في قيامه بتقديم برنامج أسبوعي من إذاعة دمشق حول قضايا الأدب والفكر والثقافة في البحرين بصفة خاصة وفي منطقة الخليج العربي بصفة عامة، كما تمثل في مشاركته في مؤتمرات الأدباء العرب باعتباره أديبا ومفكرا بحرينيا، علما بأنه في مرحلته الدمشقية هذه لم ينقطع عن المناداة بالإصلاح السياسي والاجتماعي في وطنه، لكن من غير تبني شعارات راديكالية أو التحريض ضد النظام الشرعي.
ويمكن القول إن المنعطف الأبرز في حياة الجشي حدث في عام 1971 حينما بادر المغفور له الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير دولة البحرين إلى دعوته ودعوة غيره من أبناء البحرين المتواجدين في الخارج للعودة إلى وطنهم والمساهمة في سن دستورها وقيادة تجربتها البرلمانية الأولى؛ إذ سارع الجشي إلى تلبية نداء الوطن وترك حياة الغربة والنفي في دمشق وعاد إلى أحضان البحرين.
كانت أولى خطوات الدولة البحرينية في أعقاب إنهاء معاهدات الحماية مع بريطانيا سنة 1971 هو صياغة دستور عصري للبلاد، وتأسيس حياة نيابية فيها على غرار ما حدث في الكويت. وتخبرنا الدكتورة ريا يوسف حمزة في كتابها «التجربة البرلمانية الأولى في البحرين، المجلس التأسيسي والمجلس الوطني 1972 ــ 1975» (المؤسسة العربية للطباعة والنشر/المنامة ــ الطبعة الأولى ــ 2002) عن مخاضات تلك التجربة فتقول: «إن الدولة استقدمت الخبير الدستوري المصري الدكتور عثمان خليل عثمان ليسهم في وضع مسودة مشروع دستور دولة البحرين، طبقا لأصول وقواعد القانون الدستوري»، ثم أضافت: «قامت الحكومة بتشكيل لجنة وزارية من أربعة وزراء، لتساعد الخبير، وتشترك معه في عملية الإعداد». والمعروف أن تلك اللجنة تألفت من كل من الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، والسيد جواد سالم العريض، والدكتور علي محمد فخرو، والدكتور حسين محمد البحارنة. وبعد الانتهاء من إعداد مسودة مشروع الدستور تم عرضها على مجلس الوزراء، ثم صدر في العشرين من يونيو 1972 مرسوم بقانون رقم 12 لسنة 1972 عن أمير البلاد المغفور له الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة حول إنشاء مجلس تأسيسي بالانتخاب المباشر لمناقشة وإقرار الدستور المقترح. راقب الجشي كل هذه التطورات عن كثب، لكنه لم يشارك كالكثيرين من زملائه، وعلى رأسهم قريبه الأستاذ رسول الجشي، في الترشح لانتخابات المجلس التأسيسي التي جرت في الأول من ديسمبر 1972 في أجواء من النزاهة والنظام، ووسط إقبال كثيف من المواطنين.
جملة القول أن المجلس التأسيسي أقر مسودة الدستور بعد مناقشات استمرت ستة أشهر، ثم قام أمير البلاد بالتصديق على الوثيقة الدستورية المكونة من خمسة أبواب و109 مواد في 6 ديسمبر 1973. ولما كان الدستور المصادق عليه قد دعا في مادته رقم 43 إلى تشكيل مجلس وطني من ثلاثين عضوا يتم انتخابهم انتخابا عاما سريا مباشرا من قبل الشعب ويضاف إليهم أعضاء مجلس الوزراء بحكم مناصبهم، وحددت مادته رقم 45 مدة هذا المجلس بأربع سنوات، فقد صدر عن أمير البلاد مرسوم بقانون رقم 10 لسنة 1973 بشأن الدعوة لانتخاب مجلس وطني، حيث تم تقسيم البحرين إلى 8 مناطق انتخابية و 20 دائرة، وتم تحديد المترشحين عن كل منطقة كما يلي: منطقة المنامة (10)، منطقة المحرق (8)، المنطقة الشمالية (3)، باقي المناطق الخمس (2 عن كل منطقة).
في انتخابات المجلس الوطني هذه ترشح الجشي في الدائرة الثانية التي شملت فريجي المخارقة والحمام بالمنامة، والتي تحدد أن يمثلها في البرلمان عضوان، فجاء ترتيبه الثاني بعد النائب عبدالهادي خلف (ألغيت عضويته البرلمانية بعد ثبوت تزويره لسنة في الأوراق الرسمية) بحصوله على 582 صوتا.
في أعقاب مراسم افتتاح المجلس الوطني في يوم 16 ديسمبر 1973 وإلقاء أمير البلاد خطابه السامي، دعا رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة إلى انتخاب رئيس للمجلس ونائب له وأمين سر، ففاز حسن جواد الجشي وهو في سن التاسعة والأربعين برئاسة المجلس الوطني (البرلمان) بالتزكية.
ونقرأ في سيرة الجشي أيضا أنه كان في عام 2002 من ضمن الشخصيات الوطنية التي اختارها الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله لإطلاق أسمائها على شوارع مدينة المنامة، وذلك تقديرا لدور الجشي في خدمة وطنه ورفعة شأنه. كما أنه كان في سنة 2005 ضمن من تم تكريمهم من قبل اللجنة الأهلية لتكريم رواد الفكر والإبداع في مملكة البحرين.
ماذا قال في خطابه التاريخي بعد انتخابه رئيسا للمجلس الوطني ؟
وبعد انتخابه رئيسا للمجلس الوطني، ألقى الجشي كلمة تاريخية قال فيها: «صدقوني إذا قلت لكم أنني كنت أؤثر أن أظل صوتا يرتفع من بين صفوفكم، مناقشا ومحاورا بحرية ودون قيد، ولكنكم أبيتم إلا أن تغمروني بفضلكم فتختاروني رئيسا لهذا المجلس الذي تشهده البحرين العريقة لأول مرة، فما كان مني إلا أن أقبل هذا التكريم، لأنكم شئتم ذلك، ومشيئتكم من مشيئة الشعب الذي أوصلكم إلى هذا المجلس، وما اعتدتُ طوال حياتي إلا أن أكون حيث يريد الشعب أن أكون». ثم أضاف قائلا: «إن الذي يتحقق على أرض البحرين اليوم هو حلم الأجيال منذ أكثر من نصف قرن، وقد آن لهذا الشعب الذي كافح وناضل ودافع عن ابتسامته حتى الموت، أن يقطف ثمار هذا الكفاح حرية وعدلا ومساواة. ولاشك أن ترجمة ذلك إلى واقع تحياه الجماهير هو الرسالة التي ائتمننا الشعب على أدائها بصدق وإخلاص. إننا أيها الأخوة، نستهل هذا اليوم عهدا جديدا من المشاركة الفعالة بين الشعب والحكومة في بناء بيتنا الكبير، فلتحشد كل الطاقات لإعلاء هذا الصرح متسامين فوق كل النزعات الفردية والأهواء الضيقة والمطامح الخاصة، مكرسين كل جهدنا لبلوغ الأهداف التي من أجلها ندبنا الشعب إلى هذا المجلس، لنحقق ما يزخر به وجدان الشعب من مطامح وآمال».
وكأنما الجشي أدرك مبكرا صعوبة إيصال مجلسه إلى بر الأمان في ظل وجود تيارات سياسية من الصعب التوفيق بينها، فكان أن اختتم خطابه الافتتاحي بالقول: «يهمني جدا أن لا نفسح المجال للحساسيات لتأخذ سبيلها إلى نفوسنا، وللبغضاء والكراهية أن تغرز مخالبها في قلوبنا، حرصا منا على أن يسود الصفاء هذا المجلس، وحرصا على أن تكون هذه التجربة رائدة في أسلوبها وفي مناقشاتها (…………..) ليكن أيها الأخوة شعارنا دائما ونحن نتهيأ للانطلاق من أقبية الماضي إلى رحاب المستقبل في عملية جادة للحاق بركب التطور والدخول في عصر انتصار الإنسان، ليكن شعارنا (إن أجمل الأيام هي التي لم نعشها بعد)، وبذلك نظل نلاحق هذه الأيام وهي تفلت من بين أيدينا لأننا نناشد دائما في هذه المسيرة الأمثل والأفضل». وكما توقع الرجل فإنه اضطر إلى ممارسة التشدد في ضبط جلسات المجلس التي تميزت بالصراعات والتراشقات والانسحابات بين الكتل البرلمانية الثلاث: الشعب، والوسط، والكتلة الدينية.
مقالاته الجريئة أزعجت السلطات البريطانية
ومن أنشطته الثقافية الأخرى المبكرة، مساهمته بالتمثيل في المسرحيات الهادفة التي كان نادي العروبة يعرضها كجزء من برامجه الثقافية والاجتماعية في أربعينات القرن العشرين. ثم انضمامه في عام 1949 إلى كتيبة الشباب البحريني الذي سعى إلى إصدار مجلة أدبية اجتماعية في البحرين تحت اسم «صوت البحرين» لتكون لسان حال البحرينيين في طلب الإصلاح، وتتمة للحركة الصحفية والأدبية التي قادها أديب البحرين عبدالله الزايد في الفترة ما بين 1939 ــ 1944؛ إذ تشير الوثائق التاريخية إلى وجود اسمه بين المؤسسين وكان منهم عبدالرحمن الباكر وعبدالعزيز الشملان ومحمد حسن الحسن وعبدالله إبراهيم جميل وإبراهيم محمد فخرو وعبدالله علي كانو ويوسف أحمد الساعي وأحمد قاسم محمود وحسين محمد حسين وعلي التاجر ومحمد دويغر وأحمد الجابر وعبدالرحمن المؤيد وعيسى الحادي وجعفر الناصر وإبراهيم حسن كمال وعبدالرحمن عبدالغفار العلوي وجيمس بلغريف ومحمود المردي. في هذه المجلة واظب الجشي على كتابة مقالات يطالب فيها بالحرية والاستقلال ووجود مجلس تشريعي منتخب، مستخدما أسماء مستعارة مثل «ح ج» و «ابن ثابت» و«التحرير» و «المحررون»، الأمر الذي أزعج السلطات البريطانية فعمدت إلى إسكات المجلة بإغلاقها في عام 1954 أي بعد أربع سنوات على صدورها. من أهم المقالات التي كتبها الجشي في «صوت البحرين» مقال متميز نـُشر في عدد أكتوبر 1950 من المجلة، تحت عنوان «الطائفية علتنا الكبرى»، تحدث فيه صاحبه عن خطورة الطائفية على المجتمع وعلى السلم الأهلي.
لم يقتصر جهود الجشي على الكتابة في المجلة فقط، وإنما امتدت جهوده إلى عملية الإشراف على طباعتها في بيروت، بسبب عدم وجود المطابع المناسبة في البحرين والكويت آنذاك. وفي هذا السياق، يخبرنا الدكتور جليل العريض في مقال له نشر في كتيب بعنوان «الأستاذ حسن جواد الجشي.. رائد حركة التنوير في البحرين» من إعداد د. منصور محمد سرحان ومحمد حسن كمال الدين أن حسن الجشي كان يرسل مواد المجلة إلى أخيه جواد الجشي الطالب المبتعث للدراسة في جامعة بيروت الأمريكية كي يقوم الأخير بطباعتها لدى مطبعة دار الكشاف البيروتية.
أستاذ العلاقات الدولية – مملكة البحرين