الحاج يوسف بن أحمد كانو
1868 – 1945
الحاج يوسف بن أحمد كانو (تاجر عقارات واستثمارات) ولد سنة ١٨٦٨ وتعلم القراءة والكتابة وأصول الدين على يد العلماء في البحرين آنذاك، ونشأ على تعلم الأعمال التجارية التي كان والده أحمد بن محمد كانو قد ورثها عن أبيه محمد من قبله. وكان أحمد كانو تاجر المواد الغذائية متوسط الحال فلم يكن رجلا ثريا، وإنما كان متدينا ويحظى باحترام واسع في مجتمع البحرين. ولقد بدأ الحاج يوسف بن أحمد كانو يزاول أعمال العائلة التجارية (التي حملت اسمه فيما بعد) التي كانت مجرد أعمال بسيطة تنحصر في استيراد البضائع الأساسية التي تدعم مختلف الصناعات البحرية بالجزيرة، وجميعها كانت بحاجة إلى قماش القنب لأشرعة القوارب والحبال والأخشاب والأدوات ومواد غذائية. ويبدو أن كثيرا من التجار الآخرين في البحرين كانوا قانعين بأعمالهم إلا القلائل ومنهم الحاج يوسف بن أحمد كانو حيث اتسعت آفاق طموحاته وتطلعاته، فبمجرد تسلمه دفة الأعمال من والده بدأ الحاج يوسف في تحديث أعمال العائلة حيث كان يبدأ المشروع بتأن وحذر إلى أن يكتسب الزخم اللازم لترسيخ أقدامه، فقد قام باستئجار مركب لاستيراد السلع من كيرلا بالهند، كما استأجر السفن للعمل دوليا فكانت تتوقف في موانئ ساحل الهند الشمالي الغربي حيث كان يشتري بالات الأقمشة القطنية والأرز والشاي والفحم وغيرها من المواد الاستهلاكية.
> وقد كون الحاج يوسف علاقات تجارية وطيدة مع كبار تجار الهند الذين كانوا يصدرون له البضائع حسب طلباته لتلبية طلبات عملائه في الخليج. وبمرور الوقت وسع الحاج يوسف شبكة اتصالاته التجارية العالمية بإجراء المحادثات مع رجال الأعمال الأجانب الذين كانوا يتوقفون في البحرين، وأصبح الحاج يوسف نفسه يسافر كثيرا وكانت معظم سفراته إلى الهند حيث كان يشتري البضائع ليشحنها إلى عملائه في الخليج وإلى التجار الآخرين في البحرين، وعندما يتم بيع البضائع كان جزء من عائدات البيع يرسل إلى الحاج يوسف فيشتري به المزيد من البضائع، وبذلك أقام دورات تجارية كاملة، وغالبا ما كانت تستغرق رحلاته من أربعة إلى ستة شهور.
لم يرزق الحاج يوسف بذرية لكنه احتضن أبناء شقيقه الأصغر محمد الذي وافته المنية وهو في الخامسة والعشرين من عمره عند اجتياح الطاعون والكوليرا والأنفلونزا للبحرين خلال عامي ١٩٠٣ و١٩٠٤، حيث ترك ولدين هما علي وجاسم وأخت لهما تولاهم الحاج يوسف بالعناية والرعاية الأبوية ليعوضهم عن فقد الوالد.
وخلال العقد الثاني من القرن العشرين أصبح الحاج يوسف من شخصيات المجتمع البحريني البارزة في مجالات لا ترتبط بالتجارة فقط، ومن أمثلة ذلك قيامه في نوفمبر ١٩١٢ م بجمع تبرعات لجمعية الهلال الأحمر وصلت قيمتها إلى ١٠٤.٠٠٠ روبية، كما كان الحاج يوسف من القلة الأوائل الذين دعموا فكرة إنشاء بلدية في المنامة، وفي عام ١٩١٧م ساعد صديقه الحميم محمد علي زينل علي رضا في تأسيس مدرسة الفلاح. وأخيرا ودع الحاج يوسف بن أحمد كانو الحياة الدنيا في ديسمبر ١٩٤٥م.