MANAMASTORY
MANAMASTORY
18 أكتوبر 2017 ذاكرة المكان

المنامة تفتتح “ميسن التذكاري” كأول مستشفى في البحرين و الخليج !

تعود أصول المستشفى إلى عام 1888 مع إنشاء الخدمة التبشيرية العربية من قبل اللاهوت اللاهوتي في الكنيسة المصلحة الهولندية في نيو برونزويك في ولاية نيو جيرسي. في عقد 1890 وصل المبشران الأمريكيان صمويل مارينوس زويمروجيمس كانتين والمبشرة الأسترالية آمي ويلكس إلى البحرين لبدء الخدمات الطبية الأساسية في منزل البعثة تمهيدا لإنشاء المستشفى. وصل أول الأطباء والأطباء المقيمين المدربين من الغرب وهما الزوجين شارون تومز وماريون ويلز في وقت لاحق من عام 1900. في عام 1901 ساعد حاكم البحرين سمو الأمير الراحل عيسى بن علي آل خليفة في شراء أرض لبناء مجمع مستشفى ليحل محل مقر البعثة.

مستشفى ميسن التذكاري من البوابة الشمالية (1911)

 وتحديداً في 19 مارس 1902م تم وضع حجر الأساس لمشروع مستشفى الإرسالية الأميركية في مدينة المنامة وذلك بعد حصول أعضاء الإرسالية الأميركية على عقد إيجار لبيت جمعة بوشهري (الذي عرف باسم بيت جمعة) عمل في إنشاء المستشفى في مجال البناء والنجارة عمال من أبناء البحرين ومن المقيمين فيها ولم يكن اللباس العربي الذي كانوا يرتدونه والمتمثل في الثوب والسديري والمعطف الطويل والعمامة، مانعاً لهم ولا عائقاً أمامهم من العمل المخلص والجاد، وعلى رغم عمل النجارين في الأخشاب فإنهم لم يكونوا يترددون وقت استراحتهم في شرب الغليون (النارجيلة) التي كانت ملاذهم أثناء عملهم الشاق.

وظل العمل في المستشفى على قدم وساق فلم تنقض ثمانية أشهر إلا والمستشفى قد بدأ يستقبل المرضى منذ أكتوبر/تشرين الأول 1902م على رغم استمرار أعمال الصباغة والنجارة وتركيب الزجاج في بعض أقسام المستشفى، وبعد افتتاحه حقق المبشرون أهم خطوة لتعزيز وجودهم وهدفهم الرئيسي عن طريق تقديم الخدمات الطبية والتعليمية والتبشيرية ولايزال مستشفى الإرسالية الأميركية يقدم خدماته الصحية في مملكة البحرين، وهو أول مستشفيات الإرسالية الأميركية في دول الخليج العربي.

إحدى العمليات في مبنى الإرسالية (1900)

بعد وقت قصير من افتتاح المستشفى بدأ يجذب المرضى من مختلف أنحاء الخليج العربي من أماكن مثل القطيف والإحساء وسلطنة عمان وقطر ونجد وبوشهر. بحلول عام 1924 كان لدى المستشفى 33،000 مريض خارجي و600 مريض داخلي سنويا مع علاج 100 مريض يوميا. طوال تاريخ المستشفى كان معظم العاملين في مجال الرعاية الصحية في المستشفى يعملون من الدول الغربية أو الهند على الرغم من أن العديد من البحرينيين تم التعاقد معهم وتدريبهم في العلوم الطبية.

وتعتبر مملكة البحرين من أول بلدان المنطقة التي حظيت بإنشاء خدمات صحية ويشير التاريخ بأن مستشفى الارسالية يعد أول مستشفى بني في المملكة بالعام تم افتتاحه رسميا في 26 يناير 1903و كان يسمى آنذاك مستشفى فكتوريا التذكاري، و كان يحتوي على 12 سرير و جميعها مصنوعة من جريد النخل و ثم بمرور بضعة أعوام ألحق هذا المستشفى بدار إبراهيم عبدالله المحميد حيث كان من مهام هذا المستشفى في ذلك الوقت انه كان يقوم بعلاج المرضى بالأمراض المعدية و غيرها بجانب العلاج الروتيني للمواطنين إنما بصورة محدودة جداً.

د. شارون تومز وموظفون آخرون في غرفة العمليات بمستشفى ميسن التذكاري (1904)

وبالإضافة الى مهامه العلاجية في المستشفى كان أعضاء المستشفى يقومون بحملات تفتيشية على البواخر القادمة في الفرضة للكشف والقضاء على القوارض المسببة للطاعون كالفئران التى ربما تتواجد على ظهر السفن القادمة للبحرين، كما كانوا يقومون بحملات تفتيشية على المدن والقرى ورش البالوعات بالمبيدات.

و قد شهدت البحرين منذ عام 1903 حتى عام 1930 سلسلة من الأحداث التي ساهمت في تنامي الخبرة بمجال الصحة من جهة و تطور الخدمات الطبية من جهة اخرى و من بينها اكتشاف مرض الطاعون الذي قضى بسببه نحو 2000 فرد من أصل 3000 .

د. سي. ستانلي جي. مالريا يسجل ملاحظات مريض في جناح مستشفى ميسن التذكاري (1907)

أما أول مسعى حكومي في مجال الخدمات الصحية فكان عام 1897 بإقامة محجر صحي تلاه تشكيل الحاكم الشيخ عيسى بن علي آل خليفة وحده لمتابعة الوضع الصحي في البلاد في عام 1900م وذلك لاتخاذ تدابير ملحة لمواجهة الأمراض المعدية و الخطيرة التي انتشرت كالنار في الهشيم في تلك الفترة .

 

One thought on “المنامة تفتتح “ميسن التذكاري” كأول مستشفى في البحرين و الخليج !

أضف تعليقك

ملاحظة: بريدك الإلكتروني لن يتم نشره. الحقول المطلوبة بجانبها علامة *

*