بالصور النادرة : “مكتبة التاجر بالمنامة التي جمعت فرائد التراث الثقافي
هو الشيخ محمد علي بن أحمد بن عباس (التاجر) بن علي ابن الشاعر البحراني صاحب المراثي الحسينية الشيخ إبراهيم بن محمد بن حسين آل نشرة الماحوزي. كما في مقدمة (المنتظم الدرين).
أسرته
ينتمي إلى أسرة معروفة بـ(التاجر) تقطن مدينة (المنامة) العاصمة الحالية للبحرين، ومن أعلامها: أخوه (الشيخ سلمان التاجر) شاعر الرثاء الحسيني الشهير، وابن أخيه (الشيخ أحمد بن سلمان التاجر) الأديب والكاتب البحراني. أما اللقب الأصلي لهذه الأسرة فهو (آل نشرة) وهو لقب جدهم المعروف (الشيخ إبراهيم آل نشرة). وموطن هذه الأسرة في الأصل كما يظهر قرية (الماحوز) الشهيرة بانجاب العلماء الأفذاذ.
ثقافته
كان توجهه الثقافي خاصة في مجالي الأدب والتاريخ، كما هو معروف عنه، وقد قال (الأنصاري) في (لمحات من الخليج) عن المترجم: “كان له اطلاع على المصادر المتعلقة بأدب البحرين وتاريخها في القرون الأخيرة”.
مؤلفاته
1- كتاب (منتظم الدرين في أعيان الإحساء والقطيف والبحرين) خمسة أجزاء، وفيه مختارات عديدة لأدباء من البحرين وشرق الجزيرة العربية، ومنهم جده (الشيخ إبراهيم آل نشرة)، كما ذكر في (شعراء الغرى) ونقله عنه صاحب (أدب الطف).
2- كتاب (عقود اللآل في تاريخ أوال)، وهو يتناول تاريخ البحرين في عصورها المختلفة، وخاصة العصر الحديث.
ونهجه في التأليف تقليدي يقتفي أثر المؤلفين القدامى من حيث رواية الأخبار والأشعار.
من أعماله ومشروعاته الثقافية
1- كانت له مراسلات علمية مع المهتمين بتراث المنطقة الفكري والأدبي، من أمثال (الشيخ فرج العمران)، ففي (الأزهار) أكثر من رسالة بعثها إلى المؤلف تعلق على بعض المعلومات التاريخية الواردة في (الأزهار) المذكور، أو تستدرك، أو تضيف (الأزهار 12/5-11). وله مع الباحث العلامة (السيد ابن السيد محمد تقي آل بحر العلوم) مراسلات من هذا النوع، وكان السيد المذكور بصدد تأليف كتاب جامع في (أدب الطف). أنظر (الأزهار 4/7-11).
2- المساهمة مع ثلة من مثقفي عصره، كأخيه الشيخ سلمان، والأساتذة سعد الشملان، وإبراهيم الباكر، وعلي الفاضل، ومحمد حسين العريض، وغيرهم في إنشاء مكتبة عامة أطلق عليها (مكتبة إقبال أوال) وذلك في منتصف عام 1913م، وكانت تهدف إلى تحصين الشباب البحراني المثقف يومذاك من التأثر بأنشطة المبشرين ذات الطابع المنظم، المتمثل في أجهزة ما يعرف بـ(الإرسالية الأمريكية) في البحرين. وقد تطورت هذه المكتبة لتكون نواة لناد ثقافي عرف بـ(تادي إقبال أوال)، ولكن سرعان ما تجمد نشاطه وخبا أواره نتيجة الخلال الذي دب بين المؤسسين من الشباب الناهض و(الشيخ قاسم بن مهزع) قاضي البحرين العام يومئذ، أنظر (القاضي الرئيس ص136).
3- إنشاء مكتبة خاصة به في (سوق المنامة) تجمع فرائد التراث الثقافي، من مخطوطات وكتب نادرة ووثائق لها أهميتها في تاريخ المنطقة، كانت منتدى ثقافياً للعلماء والمهتمين بالفكر والأدب من جيله (رحمه الله)، وللأسف فإن كثيراً من تلك الذخائر بيعت في المزاد العلني بعد وفاته.
واستنفذ بعضها أحد العلماء ذوي الاهتمام بالتراث الثقافي، وما زالت في حوزته.
وفاته
توفي (رحمه الله) عصر الخميس 19 من شهر رمضان سنة 1387هـ (1967م) ودفن في المقبرة الكبيرة في المنامة المعروفة بـ(مقبرة الحورة)، وقد تخطى عقده السابع بكثير على ما أظن، وكانت لي فرصة للقاء به في أخريات حياته.
هذا الشيخ الوقور هو جدي لأمي – يرحمهما الله – ولا يوجد لأخيه الشيخ سلمان – يرحمه الله – ابن اسمه احمد ، فأبناؤه ولدان هما الأستاذ/ عبد الرسول وأخيه محمد تقي يرحمهما الله . شكرا لكم على الجهد الواضح .