بالصور: “الناصري” المؤرخ،الخطيب،الأديب،الشاعر

من اقطاب الخطابة الحسينية في البحرين ومن الرواد السابقين في خدمة المنبر الحسيني الخطيب الاديب الشيخ محمد علي الناصري

ولادته ونشأته :

في قرية الماحوز بدولة البحرين ولد الخطيب الناصري عام 1338 – 1919 مـ من ابوين كريمين احدهما من المنامة وهو الاب والاخر من الماحوز وهي والدته ، ولذا كانت المنامة والماحوز الجناحين اللذين يطير بهما والعشين الذين يأوي اليهما طيلة حياته .

اسمه المركب :

ان يك الاسم مرشدا للمسمى ان هذا محمد وعلي

انا لا ارتضي المحكم الا جعفريا لانني جعفري

اعتاد مجتمعنا على الصيغة التركيبية للاسم وخصوصا التبرك والتيمن بخير الاسماء التي تعبد وتحمد فيقال محمد علي ومحمد حسن ومحمد حسين ومحمد باقر وفي بلاد الشام يقولون محمد بسام ومحمد غسان ومحمد ماهر وهكذا .

وخطيبنا المترجم له هو محمد علي بن ناصر بن محمد بن يوسف بن عبدالمهدي بن عبد النبي وكنيته الصفار واشتهر بالناصري نسبة الى ابيه ناصر الصفار والذي كان يعمل صفاراً وكان خطيبنا يقوم بمساعدته في العمل بسوق الصفارين حتى اواخر العقد الثاني من عمره . وذكر الاستاذ سركيس سببا طريقا لتسمة ( محمد علي بقوله : ان سبب اطلاق اسم مركب محمد علي هو ان اهل البحرين قد اعتادو تأثرا بالبرتغالين ان ينادوا محمدا باسم حمدو وعليا باسم عليووه بكسر العين ولكن اسم محمد علي يبقى كما هو دون ادنى تغيير )

تعليمه وخطابته :

تلقى تعليمه على طريقة الكتاتيب التقليدية القديمة في حفظ القرأن الكريم ، وتعلم القراءة والكتابة ثم تتلمذ على يد الملاعطية الجمري ولازمه لخمس سنوات واخذ عنه فنون الخطابة وآداب المنبر الحسيني ثم انفرد بنفسه واستقل بخطابته منذ عام 1364 هـ خطيبا ومثقفا واديبا لامعا .

واذا اردنا ان نتدرج مع اولياته في الخطابة نجد ان البداية تعود للعشرة الاولى من محرم عام 1357 هـ _ 1938 مـ حيث ارتقى المنبر الحسيني خطيبا للأطفال منطقته بغير اجر ، ثم قرأ لهم في العالم المقبل بأجر قدره ثلاث روبيات عدا ونقداَ !

وفي العشرة الثانية من نفس العام المذكور عقد احد الصفارين مأتما في بيته واختاره خطيبا فأعتلى المنبر وقرأ مجلسا حسينا حالفه التوفيق والتشجيع ثم التزم قراءة العادة الاسبوعية للأطفال في مأتم الصفافير عصر كل جمعة .

ثم نزل الى الساحة الحسينية خطيبا في المجالس الرسمية مدعوما من قبل استاذه الملا عطية الجمري الذي خلع عليه عباءته ليرتديها عند صعود المنبر ، وانطلقت مسيرته الخطابية بشكلها المستقل منذ عام 1358 هـ وارتقى منابر المنامة والنعيم ورأس رمان بنفس المجالس التي يعتلي اعوادها استاذه الجمري نائبا عنه وممثلا له عند ازدحام اوقاته وتزاحم مجالسه .

ثم دعي لقراءة في قصبة النصار عن طريق الشيخ عبد العظيم الربيعي في شهر رمضان المبارك ، وكان يؤدي وظيفته في القراءة اربع مجالس في كل ليلة من شهر رمضان المبارك ، ومكث يقرأ في اماكن متعددة من القصبة لمدة سبع سنوات ، وكذلك في مجالس عاشوراء لخمس سنين متوالية حتى نهاية العام 1370 هـ وبعدها استقرت مجالسه في البحرين وذاع صيته واشتهر اسمه وازدحمت عليه الطلبات وتوالت عليه الدعوات فانشغلت اوقاته بانتظام المجالس الدورية والموسمية خطيبا ناجحا وموفقا .

دراسته :

تلقى بعض الدروس المعتمدة في مناهج الحوزات العلمية على ايدي افاضل الاساتذة في البحرين مع كوكبة من اقرانه وزملاءه ، وكان من ابرز اساتذته في الفقه والنحو والعلوم الدينية الاخرى كل من الشيخ عبدالله الشيخ محمد صالح آل طعان والشيخ محمد علي بن حميدان والسيد علوي السيد احمد الغريفي والشيخ حسن بن الشيخ علي الباقري وغيرهم .

كانت علاقته الاولى بالكتب والمكتبات هي المجاميع الخاصة والكتب القيمة التي كان يمتلكها ابن عمه جعفر عبد الحسين الصفار فقد انكب عليها مطالعة واستظهارا وحفظا للنصوص عن ظهر قلب. ثم اسس مكتبة خاصة لنفسه تطورت بمرور الزمن حتى اصبحت تحتوي على اكثر من سبعة الالاف مجلد في مختلف الفنون والعلوم ، فقد حفلت رفوفها بموسوعات ومصادر اللقه والفقه والحديث والتاريخ والفلسفة وغيرها واحتوى جناح منها على مجموعه من الكتب الخطية والمصورة التي يعود تاريخ بعضها الى اكثر من ثلاثمائة سنة وبعد ان تزود برصيد من الثقافة العامة وامتلك ثروة من المعلومات الاسلامة من خلال مطالعاته بالكتب والمكتبات انعطف نحو مجال التأليف والكتابة فصدرته له مجموعة من الكتب والمؤلفات .

وقد اثبتت البيلوغرافيا الوطنية لدولة البحرين المكلفة برصد الانتاج الفكري في البحرين حتى عام 1990 مـ وذلك من جمع واعداد منصور محمد سرحان ود ربحي مصطفى عليان الاستاذ كلية التربية بجامعة البحرين سنة 1991 مـ فسجلوا الاحصائة الاتيية لمؤلفات الشيخ الناصري :

تنفيه الخاطر وسلوة القاطن والمسافر اربعة مجلدات ، اصدار دار الارشاد العامة بالمنامة عام 1979 مـ واعيد طبعه مرتين في بيروت .
الثعلب الخداع مكتبة الريف الثقافية بالمنامة سنة 1990 مـ
الجلوات ، اغاريد من الانس في حفلات العرس المنامية سنة 1987مـ
حياة القاسم بن الاام موسى الكاظم عليه السلام المنامة 1984 م
ديوان الترفيه في حلقات التنفيه بيروت سنة 1979 م
ديوان الدرر النضيد في رثاء الحسين الشهيد ( جمع ) المنامة سنة 1990 مـ
ديوان السيد عبد العزيز النجفي البحراني جمع المنامة سنة 1987 مـ
ديوان غديريات الناصري في مدح ورثاء اهل البيت سنة 1987 م
ديوان من وحي الخيال في الابوذية والموال المنامة سنة 1983 م
ديوان نصرة الناصري سنة 1877 م
ديوان وسيلة النجاة في رثاء النبي وآله الهداة جمع المنامة سنة 1983 م
غاية المراد في مولد السجاد المنامة 1983 م
فلسفة زواج القاسم بن الحسن في كربلاء- المنامة 1983 م
من تراث شعب البحرين 1990 م
موسوعة الامثال الشعبية في دول الخليج العربي- بيروت سنة 1979 م
النص الجلي في مولد العباس بن علي- المنامة
وفاة حمزة بن عبد المطلب اسد الله واسد رسوله- المنامة

كما ذكر ان له كتابا طبع عام 1954 في النجف الاشرف تحت عنوان ديوان خطباء البحرين باللهجة المحلية البحرانية الدارجه في رثاء اهل البيت تضمن خمسة عشر شخصية من الخطباء بصورهم .

وكذلك صدرت له عدة كتيبات عن بعض الاثار الموجودة في البحرين مثل قبر الشيخ عزيز في شارع الشيخ سلمان بمنطقة السهلة وهو مزار يؤمه كثير من الناس للتبرك ، ثم قبر النبيه صالح وقبره في نفس الجزيرة المسماة باسمه وقبر الشيخ عمير في منطقة سترة .

هوايته :

للاستاذ المترجم متحف صغير في بيته مثيرا للاعجاب الزائرين له ، وقد حدثني الاستاذ الشيخ جعفر الهلالي عن مشاهداته لذلك المتحف الذي احتشدت فيه اشكالا من الهوايات والاشياء القديمة والمقتنيات المختلفة في احجامها وتواريخها واصنافها كالمسابيح والمحابس والطوابع والاقلام والنظارات والساعات وعلب الكبرين والدخان والعملات والميداليات ، وقد احصى بعضها الاستاذ السركيس فقال : للملا محد علي الناصري عدة هوايات تجمع بينها فكرة الجمع ، فهو يجمع علب الكبرين الفارغة ولديه منها حوالي ستمائة علبه غير مكررة الشكل وقد بدأ ه1ه الهواية سنة 1936 مـ وهو يجمع عملات النقود المعدنية من الفضه والنحاس الاحمر والنحاس الاصفر والالمنيوم ولديه منها حوالي 1600 قطعة منها حوالي 800 عملة غير مكررة ويرجع تاريخ بعضها الى 600 عام اي القرن الرابع عشر ميلادي كما يجمع النقود الورقية ولديه كمية كبيرة منها من بلاد كثيرة .

وهو يجمع الماسبح بانوعها المختلفة من الكهرب واليسر والسندلوس والعطش والعنبر والعقيق والعود باي زهر والفيروز ولديه منها اكثر من 250 سبحة بدأ جمعها 1962 مـ

والكثير من الهوايات مثل جمع الطوابع والميداليات والخواتيم والساعات القديم منها والحديث .

شعره :

بدأ ينظم الشعر الدارج باللهجة البحرانية المحلية في منتصف العقد الثاني من عمهر ، واتجهت قريحته الشعرية نحو اهل البيت عليهم السلام عام 1940 مـ وقد شجعه استاذه الملا عطية الجمري وساعده في صقل موهبته الشعرية وقال له يوما : انك ستكون نابغة في نظم الابوذية لقد تغلبت عليك في اللطميات والنوحيات ولكنك تغلبت علي في الابوذية وردات المواليد

واما شعره الفصيح فقد نظم اول قصيدة عام 1941 مـ مطلعها

خليلي ما هذا التجافي تماديا فان لظي الهجران اضنى فؤاديا

لقد بت محروق الفؤاد من الجوى وعيني بصوب الدمع تحكي الغواديا

عليك سلامن محب مولع يعاد عدوك للصديق مواليا

محب خليل وصفه مثل اسمه خليل لكل الاصدقاء مصافيا

والقصيدة في ثمانين بيت :

وقد نشرت له بعض الصحف والمجلات باقه من اشعاره كمجلة المواقف ومجلو صدى الاسبوع ومجلة التحرير وجريدة المسيرة :

ازواجه وعقبه :

تزوج الشيخ مرتين ، الاول عام 1945 مـ ، من ابنة عمه وانجب منها ثمانية اولاد بين ذكر وانثى والثاني عام 1968 مـ وانجب منها كذلك ثمانية بين ذكر وانثى ، فله ستة عشر ولدا من زوجتين وهذه اسماء الذكور منهم :

ابراهيم ، ناصر ، محمد خليل ، محمد رضا ، ثم محمد باقر ، محمود ، حسين ، حسن ، ومحمد جواد

له نتاج فكري وأدبي: خيرة القرآن، عرس ومأتم، من تراث البحرين. كما له علاقة بالصحافة والإذاعة والتلفزيون وبالإعلام البحريني عموما.