حبيب الصفار آخر تنّاك يصنع “الصناديق والمناقيش والبوادقير” في سوق المنامة
وسط دكاكين الملابس والعباءات، ودكاكين بيع أدوات الزينة والتجميل والعطور، تسمعُ صوتاً يخترق حواجز كل الدكاكين، ويصل إلى آذان الجالسين فيها والمارة، فيلفت انتباههم أن ذلك الصوت يصدر من بين أصابع يد رجل ملأ الشيب رأسه، وضعف بصره، وتشققت تلك الأصابع وهو يعجن ألواح المعدن أو ما تُعرف بـ «الچينكو»، وصوت آخر من آلات قديمة، لتتشكل مع هذه الأصوات تحفاً فنية يُطلق عليها اسم «المناقيش» و «البوادقير» و «المناقل».
ذلك الرجل لا يكل ولا يمل، فمنذ أن كان صغيراً يرافق والده، ويتعلم منه في ذلك الـ «دكان» الذي تجاوز عمره 80 عاماً، وارثاً مهنة أجداده، ومحافظاً عليها، لم يقبل الخروج من «قلب المنامة»، وبقي فيها يزاول مهنته، رغم انخفاض المردود المادي، ورغم تراجع الاهتمام بالمهنة.
ذلك هو الحاج حبيب عبدعلي الصفار، الرجل الذي بقي «يتيماً» يمارس مهنة «التناك» في سوق المنامة، أو ما يحلو للبعض تسميتها بـ «السوق العتيقة» رغم مغادرة كل جيرانه في السوق، وانتقالهم إلى مناطق أخرى.