ذاكرة اللؤلؤ : (بالصور النادرة) مقبل الذكير النجدي الذي جمع بين التجارة والأدب
هو التاجر الكبير، والمحسن الشهير، وتاجر اللؤلؤ المشهور، الحاج مقبل بن عبد الرحمن بن مقبل الذكير الأسعدي العتيبي.
ولد مقبل الذكير بعنيزة بالقصيم في المملكة العربية السعودية عام ١٨٤٣ ميلادية من بلاد نجد. ونشأ بها وتعلم مبادئ القراءة والكتابة في الكُتاب، وبعد أن شب وكبر دخل في التجارة وقرر الرحيل إلى جدة حيث كانت في تلك الحقبة من المراكز التجارية المهمة في الجزيرة العربية.
رحل مقبل إلى مدينة جدة وبها استقر يتاجر في اللؤلؤ التجارة التي كانت رائجة آنذاك، وكان يتردد إلى بلاد الهند لبيع محصوله من اللآلئ كما يزور البصرة لأعمال تجارية أخرى وفي طريقه إلى البصرة كان ينزل إلى البحرين ويمكث فيها مدة ولما وجد مقبل أن البحرين من المراكز التجارية المهمة لصيد اللؤلؤ، لموقعها الاستراتيجي ولضخامة سوقها في اللآلئ فقد أحب أن يستقر بها وينقل تجارته إليها وقد تم ذلك فعلاً في العام 1294هـ (1877م).
ثم توجه مقبل الذكير إلى البحرين وبمدينة المنامة استقر كغيره من الأسر التي نزحت من بلاد نجد مثل: القصيبي، والبسام، وبن عيدان، والبقيشي وغيرها. وبدأ يمارس تجارة اللؤلؤ وحصل منها على أرباح ضخمة مما جعله يستقر في البحرين ويشتري بها مسكناً.
وأخذ يمارس هذه التجارة إلى أن لاقى نجاحًا كبيرًا فيها وأصبح من كبار تجار اللؤلؤ في البحرين والخليج العربي وراسل العديد من الشركات التجارية المرموقة واستضاف في بيته مسيو كارتييه، تاجر المجوهرات الفرنسي الشهير.
استقر مقبل الذكير في قلب المنامة – في منطقة السوق القديم وهي المنطقة الواقعة فيما بين ما يسمى فريق الفاضل / الحطب / كانو.
كانت علاقاته وطيدة وطيبة مع كافة الشخصيات والأطياف ومن أبرز اصدقائه المرحوم الوجيه يوسف بن أحمد كانو.
اهتم كثيرًا بنشر العلم والمعرفة، فقد تكفل شخصيًا في تلك المرحلة المبكرة بجلب الصحف العربية إلى البحرين مثل المقتطف والمؤيد والمنار والهلال والأهرام والعروة الوثقى، ويشترك فيها ويوفرها للراغبين في متابعتها ويراسل تلك الصحف ويحصل على الردود والاستفسارات منها.
كما اهتم بجمع الإعانات لتركيا في الحرب العالمية الأولى وقاد حملة للتبرعات للمجاهدين الليبيين في الحرب ضد الاستعمار الإيطالي كما كانت له مراسلات لمساعدة المسلمين في إحدى الولايات الهندية .
وقام بالاشتراك مع ثلة من خيرة القوم في تأسيس النادي الأدبي الإسلامي في عام ١٩١٣ الذي تفرع عنه مدرسة إسلامية كان يدرس فيها مجموعة من الطلاب البحرينيين. وكان مبنى النادي بجوار مكتبة الإرسالية الأمريكية (سوق المنامة). وقد عرف الذكير فيما بين الناس بأعماله الكثيرة في مجال البر والاحسان والتثقيف.
مسجد مقبل الذكير:
قام الحاج مقبل الذكير بتجديد مسجد بالمنامة كما قام بحفر عين تقع شرقيه، وهذه نبذة مختصرة عنه:
يقع المسجد جنوب فريق الفاضل، ويعرف الحي الذي يقع فيه كما في بعض الوثائق بفريق مقبل الذكير، وعنوانه مبنى 58 شارع الحضرمي مجمع 305 المنامة. لا يعرف على وجه التحديد تاريخ تأسيس المسجد، وأما المؤسس فلا يعرف على وجه التحديد، ولكن يعتقد بأنه من قبيلة القناعات المعروفة حالياً بدولة الكويت الشقيقة حيث ذكر المسجد باسم (الجناعات) في وصية كتبت في بداية القرن التاسع عشر الميلادي تقريباً للمحسن محمد بن خميس رحمه الله، وأما قبيلة القناعات فكانت تسكن جنوب المسجد قبل رحيلهم للكويت وكانت المنطقة تعرف باسم حي الجناعات. وكذلك يعرف المسجد باسم مسجد بن غريب نسبة لمؤسس أو مجدد بناء المسجد المحسن غريب بن محمود، وكان تاجراً. وقد جدد بناء المسجد الحاج مقبل الذكير، كما حفر عيناً معروفة باسمه تقع شرق المسجد.
الوفاة والدفن:
توفي المرحوم ودفن عام ١٩٢٣ في مسقط رأسه بعد أن ترك البحرين على إثر إغلاق النادي الإسلامي في ١٩١٧ وانحسار تجارة اللؤلؤ الطبيعي وتعرضه لخسائر مادية فادحة.