ذاكرة اللؤلؤ : عبد المحسن المخرق سليل الطواويش وثقة الأهالي
لا تقف شهرته عند مهنته التي توّجت احياءً من المنامة باسمها وحسب ، بل ان مساهماته الاجتماعية لا تنتهي ويشهد بها القاصي والداني حتى امسى اسمه محفورا في ذاكرة الاجيال يتوارثون طيب سيرتها جيلا بعد جيل..
هو الحاج عبدالمحسن بن يوسف بن محمد بن مكي المخرق ، تاجر ومربي من الطراز الاول.
سليل عائلة عملت بتجارة اللؤلؤ أباً عن جد وكانت لها مكانتها الاجتماعية والاقتصادية في بحرين القرن العشرين. فقد كان والده الحاج يوسف المخرق من طبقة ملاك الأراضي والطواويش في المنامة مع زملائه في المهنة أمثال منصور العريض، وحسن المديفع، وعبدعلي بن رجب، وبن زبر، وبن خلف، وغيرهم كثير.
من مواليد المنامة سنة ١٩١٤م وتحديدا (فريق الحطب) يعود اصل عائلة المخرق الى قرية الغريفة بالبحرين الذين هاجروا الى القطيف بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية ، والجد المعروف بهذه الاسرة هو الحاج مكي المخرق الذي استقر في القطيف ورجع ابنه محمد الى البحرين وتنتمي الاسرة الموجودة له . وقد زاولت الاسرة مهنة خرق اللؤلؤ والطواشه حتى منتصف الثلاثينات من القرن الماضي وتحولو الى المهن و الوظائف الحديثة حالياً.
التحق الحاج عبد المحسن المخرق بالمدرسة الجعفرية عند تأسسيها عام 1928 ، وهو من مؤسسي جمعية الاتحاد الحسينية لفريق الحطب وأيضا هو ضمن الهيئة العمومية لهيئة الاتحاد الوطني.
كما يشهد له بانه اشرف على تجديد بناء مأتم الحاج خلف البقالي احد اشهر مآتم المنامة.
في احد محطات حياته قام الحاج عبد المحسن بفتح احد أوائل محلات توزيع الغاز في البحرين (غاز المخرق) .
عين رسمياً في مجلس الولاية على اموال القاصرين حتى عام 1992.
اشرف على البناء الاخير لمسجد الخواجة . ولم تكن ارتباطاته السابقة تشغله عن المشاركة في الجانب الخيري والاجتماعي فقد دعى لتأسيس الجمعيات الخيرية والتشجيع على التدريس كما عمل على تسجيل اوقاف مأتم مدن ومأتم الحاج خلف البقالي في القطيف . كما كان ينتدب من قبل العلماء للتوفيق والاصلاح بين الاشخاص والعوائل في المنامة وخارجها.
كان مقصدا من قبل الباحثين والعلماء لتسجيل بعض المعلومات من قبله ، كما كان له دور في لجنة المرحوم الشيخ باقر العصفور عليه الرحمة ، وكان له علاقات وطيدة مع علماء البحرين الذين عاصر بعض منهم مثل الشيخ عبدالله محمد صالح ال طعان والمميز الشيخ عبد الحسين الحلي وخارج البحرين مثل السيد محسن الحكيم والسيد الخوئي والشيخ محمد امين زين الدين.
التحق الى جوار ربه في ٢٣ يناير ١٩٩٨ م بعد عمر حافل بالعطاء والانجاز.
رحمه ربي، و رحم امثاله ممن وهبوا جزء من اوقاتهم للاهتمام بهموم الناس، امثاله قليلين. مقالة تثري و تعلم القراء عن أهالي البحرين و امتداداتهم الواضحه في القطيف. شكرا.
اشكر القائمين على موقع حكايات المنامه التي عرفتنا على رجالت البخرين