عبدالرحمن الوزان .. تاجر اللؤلؤ الذي قطع الحصى لسداد ديون والده
يعتبر الحاج عبدالرحمن بن حسن الوزان التميمي أحد أشهر تجار اللؤلؤ في البحرين، وكان ذو سمعة طيبة وممن يؤخذ برأيهم ومشورتهم نظرًا لحكمته وتحليه بالعلم والأخلاق الطيبة .
ولد الراحل في فريج الفاضل بالمنامة عام 1290 هـ – 1870 م، في أسرة محافظة، وتلقى تعليمه في المطوع كما كانت عادة الأوائل، وقد توفي والده وهو في عمر مبكر، فاعتنى به عمه الحاج إبراهيم الوزان فكان وصيًا عليه، واهتم بتعليمه وترتبيته حتى صار شابًا.
حين توفي والده الحاج أحمد كان مدين، وأراد الحاج عبدالرحمن تسديد ديون والده، فعمل منذ صغره في مهن شاقة وهي قطع الحصى البحري وبيعه، وبقي على ذلك الحال لسنوات، وبعد أن تم استيفاء المبلغ ترك المهنة، وعمل بتوصيل الناس بين المحرق والمنامة، حيث كانت لديه سفينة شراعية والمعروفة محليًا باسم (العبرة).
بعد عدة سنوات، أراد الحاج عبدالرحمن أن يطور تجارته، فبدأ يحمل البضائع إلى قطر، ثم دخل مجال تجارة اللؤلؤ وحقق حياته نجاحًا باهرًا، وكان مستشارًا مقربًا من حاكم البلاد آنذاك الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، ثم من بعد نجله الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة.
ومن المواقف المسجلة للراحل أنه طالب بتأسيس بنك في البحرين، واهتمامه بالتعليم النظامي، وعرف عنه أعماله الخيرية، فقد جعل من إحدى عماراته مقرًا لمدرسة الفلاح لتعليم العلوم للعامة، وقام بتجديد بناء مسجد مقبرة المنامة.
وبالإضافة إلى عمله في إدارة السفن وتجارة اللؤلؤ وإدارة الأملاك والعقارات، ساعد الحاج عبدالرحمن الحكومة في توسيع فرضة المنامة سنة 1917 م، عن طريق إقراض الحكومة مبلغًا من المال قدره 1000 روبية لتسديده على فترات طويلة بدون فائدة.
كان له العديد من العلاقات المتينة والصداقات، وكان يستقبل وفودًا يتراوح عددهم بين 30 – 40 شخصًا يوميًا من الجبيل، قطر، الإحساء، الهند وغيرها.
تزوج الحاج عبدالرحمن أربع زوجات، وقد رزق بعدد من الأولاد وهم كل من أحمد، محمد، عبدالله وعلي، أما البنات فهن عائشة، مريم، ولولوة.
وبعد حياة حافلة بالعطاء، توفي الحاج عبدالرحمن الوزان في 22 فبراير 1950 م، وتم تشييع جثمانه ودفنه في مقبرة المنامة.