عبدالملك الحمر .. “التربوي” البحريني ومستشار “زايد الخير”
وُلِدَ الأستاذ عبدالملك يوسف أحمد الحمر في فريج “الفاضل بالمنامة عام 1934م ، ويعتبر أحد أبرز رواد التربية والتعليم في البحرين وأبوظبي.
والده هو يوسف أحمد الحمر الذي مارس التجارة ما بين المملكة العربية السعودية والبحرين قديما، والذي تربطه صلات قرابة ونسب ومصاهرة مع العديد من العائلات البحرينية مثل: المؤيد، الوزان، الذوادي، أحمدي، الشتر، كانو، الزياني، المطوع، سيار، الرشدان، المحمود، الفاضل، وغيرها.
تلقى تعليمه في المدرسة الثانوية الشمالية (بيت النافع) الملاصقة لمنزل عائلته، ثم درس في مدرسة الحورة الإعدادية للبنين، وتم ابتعاثه على حساب (بابكو) إلى الجامعة الأمريكية في بيروت، حيث حصل على البكالوريوس في الآداب عام 1957م.
لمع اسم الأستاذ عبدالملك الحمر من خلال جريدة (النجمة) الأسبوعية، وفي عام 1959م نال الحمر شهادة الدبلوم في اللغة الإنجليزية من جامعة بريستون في بريطانيا بعد أن حصل على منحة من المجلس الثقافي البريطاني، وتم تعيينه في وزارة التربية والتعليم بوظيفة وكيل دائم لمدير المدرسة الثانوية في 24 سبتمبر 1961م، بعد أن كان يشغل وظيفة مدرس للغة الإنجليزية بالمدرسة نفسها.
وخلال الفترة 1958-1959م واصل الحمر دراسته في علم النفس والإدارة المدرسية إحدى الجامعات الانجليزية، وبعد عودته للبحرين تم تعيينه مشرفًا بالمدرسة الثانوية، وفي عام 1961م عُيّن مديرًا للمدرسة نفسها، كما حصل في هذه الأثناء على الماجستير في التربية من الجامعة الأمريكية في بيروت وكانت أطروحته «دراسة تحليلية لتطور التعليم في البحرين من عام 1940م حتى 1965م».
في عام 1970م تم انتدابه ليكون مديرًا لمعارف أبوظبي، وأجرى حينها مسحًا شاملاً للأوضاع التعليمية هناك مما أهله للحصول على الجنسية (الإماراتية) عام 1970م ، ثم تمت ترقيته لمنصب وكيل التربية والتعليم بحكومة أبوظبي حتى عام 1976م، بعدها نُقِلت خدماته إلى وزارة الخارجية الإماراتية ليعمل سفيرًا مفوضًا لمدة عام واحد.
وفي عام 1980م صدر قرار بتعيين عبدالملك الحمر محافظًا لمصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي حتى عام 1991م، بعد أن عيّنه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه مستشارًا له في ديوان الرئاسة، وهي الوظيفة التي مكث فيها الأستاذ عبدالملك الحمر حتى وفاته رحمه الله في 12 مارس 2005م بالقاهرة.
كان الأستاذ عبدالملك الحمر شغوفًا بالعلم، وقد نال درجة الدكتوراه عام 1991م في جامعة ريدنج عن أطروحة «التنمية والتربية في دول مجلس التعاون الخليجي»، كما ألف عددًا من الكتب وقدم العديد من الأبحاث على المستوى المحلي والإقليمي، علاوة على انشغاله بقضايا حقوق الإنسان ومسائل الإغاثة الإنسانية.