فاروق المؤيد: لا يتجاوز مصروفي الشهري ألف دينار .. ونملك 300 وكالة عالمية
قال رجل الأعمال البحريني، فاروق المؤيد- والذي يقود إحدى أعرق الشركات العائلية في البحرين ومنطقة الخليج ويترأس عددًا من أبرز الشركات المساهمة المدرجة في البحرين «أن البداية التجارية لمجموعة المؤيد التجارية كانت في العام 1940 في محل يديره والده.
وأشار المؤيد- في حوار نشرته مجلة «الرجل» السعودية مؤخرًا- أن انطلاقة تجارة المؤيد كانت متواضعة جدًا إذ بدأت من سوق المنامة شارع «باب البحرين»، واليوم نمت وتطورت لتصبح واحدة من أكثر المجموعات التجارية المتكاملة والمتنوعة الأنشطة في مملكة البحرين لتدير اليوم أكثر من 300 وكالة عالمية لأسماء تجارية كبرى».
وقال: «إن الشركات التي يديرها بأنشطتها المتنوعة تدير لا يقل عن 7500 موظف»، موضحًا «أن مهامه الآن أصبحت إشرافية بعد أن سلم الجيل الثالث من عائلته زمام الأعمال في الشركة».
يقول فاروق المؤيد: «عشت طفولتي مع كل عائلة المؤيد في بيت المؤيد الكبير أو ما يطلق عليه (البيت العود)، وكنا جميعًا الأخوان وأولاد العم والعمة نلعب فيه جميعًا، مشيرًا الى أن طفولته كانت جميلة جدًا وأشعر بالفرح حينما استذكر تلك اللحظات».
ولفت «أنه من الذكريات الجميلة لذلك الزمن طفولتنا البرئية بالرغم من شح الموارد، والتي علمتنا الاقتصاد في والوصول إلى ما وصلنا عليه الآن».
وقال المؤيد «عائلتنا كانت تجارية منذ أجدادي، إذ كان والدي يمتلك متجرًا في شارع باب البحرين وكنا كل يوم نذهب إلى السوق ونجلس في دكان الوالد ومنه أخذنا دروسنا الأولى في التجارة وكيفية التعامل مع الموظفين والزبائن والبضائع التي عليها طلب».
طموح هندسي وجذور تجارية
يقول المؤيد: «إنه لم تكن لديه طموحات تجارية وهو صغير، إذ كانت طموحاته هندسية فدرس في جامعة لفبرا في بريطانيا وحصل على شهادة في الهندسة الميكانيكية في عام 1966، أما أصول التجارة فتعلمها من والده».
ويشير «والدي من عائلة ميسورة، فقد كان جدي خليل المؤيد يتاجر باللؤلؤ وعندما أحس الوالد حينها بأن تجارة اللؤلؤ غير مجدية وتتعرض للعرض والطلب قرر المتاجرة بأشياء أخرى وبدأ بتجارة الأدوات الكهربائية فاستورد معدات كهربائية من الهند وبدأ ببيعها، كما عمل في جوانب عدة كانت تحتاج إليها البحرين في فترة الخمسينات التي تشهد آنذاك مراحل نمو».
ما بعد الدراسة
يقول فاروق المؤيد: «انه بعد تخرجه من جامعة لفبرا في بريطانيا وحصوله على شهادة الهندسة الميكانيكية في العام 1966، انضم إلى والده في التجارة إذ كانت تجارتهم لا بأس بها»، مشيرًا الى«أن شركتهم حصلت على نصف وكالة (فورد للسيارات) في العام نفسه وتوسع والده في التجارة وعملنا في تجارة المكيفات والأدوات المنزلية».
وأشار «أنه في أعقاب حرب العام 1967م قوطعت شركة فورد وشركة فولكو فكانت نكسة كبيرة لشركتنا آنذاك وسعينا إلى الحصول على وكالات عدة».
والدي ملهمي
واعتبر «ان مجموعة شركات يوسف خليل المؤيد وأولاده اليوم من كبرى مجموعات الأعمال التجارية وأكثرها تنوعًا لتمثل مصدر إلهام»، مشيرًا «أن الفضل في ذلك يعود إلى والده يوسف خليل المؤيد طيب الله ثراه والذي أرسى برؤاه الثاقبة وحكمته وعقليته المتبصرة دعائم نجاح المجموعة وتطورها».
وأوضح «ارتبط الوالد رحمه الله بعمله ارتباطًا وثيقًا من جميع الجوانب منذ البدايات الأولى لتأسيس تجارته عام 1940 وحتى وفاته في العام 1996م، حيث مثل مصدر إلهام بالنسبة لنا وتمكنت المجموعة من تحقيق نمو مطرد خلال الأوقات الجيدة والسيئة على السواء».
وتحدث المؤيد عن والده قائلًا: «المرحوم الوالد من العام 1918 وهو الابن السادس لعائلة كبيرة بدأ نشاطه التجاري منذ أن كان في السادسة من العمر عندما اشترى كمية من الحلوى والفول السوداني في طريق عودته إلى منزله بعد انتهاء اليوم الدراسي ليبيعها على أصدقائه وبعض افراد العائلة محققًا ربحًا قليلا».
وأضاف «واصل والدي دراسته في إحدى مدارس المنامة حتى سن الثالثة عشرة ثم تتلمذ على يد أحد المدرسين الخصوصين الذي علمه الانجليزية»، مشيرًا «أن المرحوم بدأ السفر بصحبة والده تاجر اللؤلؤ الذي كان يباشر تجارته بين البحرين والهند ليتعلم فنون التجارة ومهارات التفاوض وتحمل مسؤولية تجارة اللآلئ الثمينة».
التحول للتجارة العامة
ولفت «أدرك والدي أن تجارة اللؤلؤ أصبحت مقلقة مع ظهور اللؤلؤ الصناعي ليحول نشاطه للتجارة العامة، وفي العام 1940 ومع بداية الحرب العالمية الثانية قام بتأسيس شركة تجارية خاصة به، بفضل الهدية التي تلقاها من والده وهي 2000 روبية هندية (نحو 200 دينار آنذاك)».
وتابع «قام والده باستيراد أول شحنة خاصة به من الهند شملت أصباغًا وعددا ومعدات وأسلاكًا ومصابيح كهربائية وبُنًا وشايًا وخشب الصندل ليفتح أول محل به في شارع التجار في المنامة، وخلال فترة وجيزة أصبح المزود الخاص بشركة نفط البحرين «بابكو» فضلًا عن البحرية الأمريكية وسلاح الجو الملكي».
ويتابع «في العام 1946 سافر والده يوسف خليل المؤيد برفقة مجموعة من رجال الأعمال والأصدقاء البحرينيين ممن يتحلون بالحيوية وجميعهم يتحلون بالحيوية ويتطلعون لتأمين عدد من الوكالات العالمية الحصرية التي تؤمن لأصحابها مكانة بارزة وعائدات مجزية من المبيعات وخدمات ما بعد البيع».
ويضيف «حظيت أسماء هذه المجموعة بالسمعة الرفيعة، حيث انطلق كل من أحمد وإبراهيم كانو، وسلمان عواجي ومعهم يوسف المؤيد في رحلة على متن إحدى طائرات امبريال ايروايز البحرية من القضيبية، حيث كان المكان الذي ينطلق منه القادمون والمغادرون على متن تلك الطائرات إلى مدينة لندن».
ويقول: «خلال تلك الرحلة تمكن والدي من الفوز بأولى وكالاته التجارية بما فيها شركة جنرال إليكتريك ليكون أول من قام باستيراد الثلاجات إلى البحرين آنذاك، وتطلعًا إلى المستقبل باشر رحلاته إلى المملكة العربية السعودية، حيث سافر بمفرده في رحلات مكثفة وفق جداول شاقة لتزدهر أعماله وتشهد نموًا مطردًا».
ويشير «قام الوالد بتطوير عملية تصدير بضاعته انطلاقًا من البحرين وفي العام 1952 نقل محله إلى مبنى جديد يتكون من 3 طوابق للتجارة والإدارة يقع في باب البحرين، وكانت لافتة خارج المبنى مكتوب عليها: (موزعون لمنتجات 41 من أشهر الشركات)».
وتابع «أشتهر المحل آنذاك بتوريد مراوح (جنرال إلكتريك) التي تشهد رواجًا كبيرًا، وقد تعرضت هذه المسيرة لانتكاسات، ففي العام 1962 مُني المخزن بحريق مروع وعلى الرغم من معاناته من خسائر جمة، كافح والدي ليستعيد مكانته البارزة في السوق تدريجيًا».
ويضيف «قرر هو وشقيقه عبدالرحمن تطوير الموقع القديم لبيت العائلة السابق على ساحل المنامة والذي يعرف الآن باسم شارع الحكومة، فأنشأ بناية مكونة من 8 طوابق لتصبح أعلى بناية في المنامة، وفي العام 1966 كانت ناطحة السحاب جاهزة للانتقال إليها حيث انتقلت إدارة الشركة من مقرها في باب البحرين، إلى مكتب شركة يوسف خليل المؤيد في شارع الحكومة».
علاقتي بحاكم البحرين
يقول المؤيد: «إن عائلته مقربة من حكام البحرين، إذ كان والدي عندما كنت صغيرًا يصطحبني معه إلى مجلس المغفور له الشيخ سلمان حاكم البحرين آنذاك وكان مجلسه بسيطًا ويجلس بعد صلاة العشاء في الهواء الطلق، وبعد ذلك تطورت علاقتنا مع المرحوم المغفور له الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، وكذلك عموم العائلة المالكة بالأخص صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان حيث عاشرته طوال حياتي العملية».
بصمات العمل الخيري
يقول فاروق المؤيد: «إن والده كان العمود الفقري ومصدر القوة لأعمالنا، إذ كان مصدرًا لبث روح وحماس الشباب بالنسبة لي، وبالرغم من وفاته في العام 1996 ما زالت ذكراه عطرة وحية من خلال أنشطته الخيرية المختلفة حيث أسس مركز محمد يوسف المؤيد لعلاج الإدمان وإعادة التأهيل ولعب دورًا مهمًا في إعادة تأهيل مدمني المخدرات وتأهيلهم».
وتابع «واصل هذا المركز لعب دور انساني نبيل منذ إنشائه»، مشيرًا «أن المجموعة في طليعة المهتمين بالإعمال الانسانية كمؤسسة تسهم في تنمية المجتمع البحريني».
وكالة النيسان نقطة التحول
وحول نقطة التحول في حياته، يقول رجل الأعمال فاروق المؤيد: «ان أهم نقطة تحول في حياته حصول الشركة على وكالة سيارات (نيسان) في العام 1968 وبعدها بفترة بسيطة بدأ النمو الاقتصادي المتسارع حيث قفز سعر برميل النفط في العام 1973 إلى أرقام جديدة وبدأت الانطلاقة الاقتصادية في الخليج».
رئاسة الشركات والبنوك
وعن ترؤسه لعدد من إدارات الشركات والبنوك المدرجة، قال المؤيد: «بفضل من الله أترأس شركات عدة، وخاصة المساهمة العامة بنك البحرين الوطني وهو أكبر مؤسسة مصرفية اقتصادية في البحرين وكذلك مجموعة فنادق الخليج والتي هي أكبر مجموعة فنادق في البحرين وكذلك الأسواق الحرة وشركة التأمين الوطنية القابضة كما أترأس عددا من الشركات العائلية».
العاشرة صباحًا برنامجي اليومي
وحول برنامجه اليومي، يقول المؤيد: «برنامجي اليومي أخف بكثير عن ما كان سابقًا لتسلم الأولاد الآن أغلب المسؤوليات، لذلك أبدأ يومي في العاشرة صباحًا وأجلس في المكتب حتى الواحدة أو الثانية ظهرًا فقط، وعصرًا أحاول تجنب العمل والاستمتاع».
ويضيف «الآن بعد الجهد الكبير حان وقت الراحة لذلك اقضي الكثير من وقتي في الاجتماع مع الاصحاب وتبادل الاحاديث ولا أبذل مجهودًا كبيرًا ولا يتجاوز مصروفي الشخصي ألف دينار شهريًا».
الاهتمام بالشركات الصغيرة
وعن ما يعرف عنه بالاهتمام بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، قال المؤيد: «أهتم كثيرًا بالجوانب الاجتماعية ومساعدة الشركات الناشئة لكي تنجح في عملها عن طريق التخفيف في المصاريف المبدئية عنها، كالإيجار والاتصالات وأجهزة الكمبيوتر فأسست جمعية لمساعدة صغار التجار وتُعنى بتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وباعتقادي أن نجاح أي شركة ستعود بفائدة على الجميع فتقوم بتوظيف بحرينيين وتساعد على نمو الاقتصاد، كما أن من ضمن مشاريع الجمعية بناء مجمع للاطباء المبتدئين لفتح عيادات لهم».
راضٍ عن مسيرتي
وعن نجاحه في مسيرته المهنية، يقول المؤيد: «أنا راضٍ عن ما تحقق في مسيرتي وأفتخر أني أول من قدر التكنولوجيا والكمبيوتر، وأعتقد أننا ثالث شركة في البحرين تستخدم الكمبيوتر، بعد (بابكو) وشركة يوسف بن أحمد كانو، وأحمد الله أنني اترأس الكثير من الشركات الناجحة».
شخصيات تأثرت بها
وحول الشخصيات التي أثرت في حياته، يقول: «من أكثر الشخصيات التي أثرت في حياتي والدي بمثابرته في العمل إلى آخر يوم من حياته، برغم مرضه الشديد، وكذلك العم المرحوم أحمد كانو من خلال جهده لتطوير عائلته وجمعها تحت مظلة واحدة، وهذا ما حاولت أن انتهجه بعد وفاة الوالد».
وأضاف «لم أتحمل المسؤولية إلا بعد وفاة الوالد، وحاولت طوال حياتي أن أجعل العائلة متحدة لتكون قوة اقتصادية من خلال التعاون».
لا مركزية في العمل
وحول علاقته بفريق عمله، يقول المؤيد: «لا استطيع أن أكون مركزيًا، فأنا رئيس مجلس إدارة شركات عدة وأعتمد بصفة رئيسية على المديرين والمحاسبين والموظفين في تلك الشركات وسياستي فقط مراقبة النتائج والنصح في حال طلبه أكثر من التدخل اليومي».
وأضاف «أنا أثمن الموظفين الذين يعملون معي وأعدهم جزءًا من نجاحي وأصر على أي مؤسسة أترأسها أن توزع 10% من أرباحها السنوية على الموظفين حسب اجتهادهم وقدرتهم، لتحفيز الموظفين باعتبارهم رأس المال الحقيقي للشركة».
وأعتبر «أن أهم نقطة في إدارة الأعمال وترؤس عدد من الشركات هي تحويل المسؤولية للموظفين الذين يعملون تحت مظلتك وتخويلهم اتخاذ القرارات اللازمة».
الايام – العدد 9900 الثلاثاء 17 مايو 2016 الموافق 10 شعبان 1437
السلام عليكم يعطيك الف عافية على هذه الجهود الجبارة لتوثيق وإبراز التاريخ العريق للبحرين عامة والمنامة خاصه .
عندي ملاحظة بسيطة بس ، لماذا لايجود اي ذكر في موقعكم الكريم ، يخص عائلة بن رجب برغم انها عائلة كبيرة وعريقة ولرجالتها أدوار محورية في تاريخ المنامة والبحرين مثل عبدالرسول بن رجب وأبنائة حسن وابراهيم
بحكم معرفتي البسيطة بعوائل المنامة ، اعرف ان هذه العائلة تركت أثر كبير في المنامة ومثل ما ذكرت قبل ان رجالات هذه العائلة كان لهم دور كبير في منعطفات تاريخية في المنامة والبحرين .
مع جزيل الشكر لكم مره اخرى على ما تقدموه من جهد جبار في ادارة هذا المشروع المتميز ( حكاية المنامة )