«كاتب العدل» طاهر العريض… ذاكرة عقود أربعة بين المحاكم والتوثيق
نعت وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف، طاهر العريض الذي انتقل إلى جوار ربه الإسبوع الماضي، منوهة بعطاءات وإسهامات الفقيد في مجال العمل العدلي، والتي امتدت لعقود تبوأ خلالها الراحل العديد من المهام في المحاكم والتوثيق.
42 عاماً قضاها كاتب العدل طاهر العريض، بين المحاكم الشرعية ومكتب التوثيق، شاهداً على مراحل وأحداث وشخوص تعاقبت على حقبة التأسيس للعمل الإداري.
وُلد في فريق الحطب العام 1940، ومع حلول العام 1957 التحق بالعمل في المحاكم الشرعية لينتقل بحكم ما تراكمت لديه من خبرة إلى مكتب التوثيق، وليختتم مسيرته المهنية بالتقاعد في العام 1999.
فيما يلي السيرة المصورة المختصرة للفقيد العزيز
الحاج طاهر بن علي العريض
ولد في بيت والده الكائن في فريق الحطب بالمنامة في 28 ديسمبر 1939م الموافق 16 ذي الحجة 1358 هجرية، من أب كان يعمل في الطواشة، وأم بلادية تنتمي الى الاسرة القارونية الموسوية ينتهي نسبهاالى السيد إبراهيم المجاب المدفون في الرواق الحسيني.
توفي والده في سنة 1941م وله من العمر سنةوأشهر. كانت السنوات الأخيرة من حياة والده مليئة بالأحداث التي اضطرته لبيع ما يملك ما عدا البيت الذي كان يسكنه والذي ورثه من والده الحاج محمد حسين العريض.
وبعد وفاة والده، مرضت والدته، فاضطرت أن تترك المنامة لترجع الى بيت والدها السيد حسن الموسوي في بلاد القديم، ولم يمضي من الايام كثيرا حتى تلتحق بالرفيق الأعلى في سنة 1944 ولها من العمر 38 سنة.
و بعد وفاة والدته انتقل مع اخوته الى بلاد القديم ليسكن في بيت جده لوالدته السيد حسن الموسوي لعدة أشهر، حيث تولت الاشراف عليهم ابنت خاله وزوجة عمه رضي العريض، خاتون بنت السيد ناصر الموسوي. وبعد انقضاء هذه الأشهر انتقل وأخوته الى بيت ابيهم ثانية حيث تولت تربيته والاشراف عليه اخته طيبة. وبعد أن تزوجت أخته من ابن عمها محمد حسن منصور العريض في سنة 1947م انتقلوا معها الى بيت جدهم لأبيهم الحاج محمد حسين العريض. لم يمض طويلا حتى توفيت اختهم طيبة في سنة 1952م ولها من العمر 27 سنة. فكان لرحيلها الأثر البالغ عليه وعلى الاسرة بشكل عام. فكان يحن اليها كثيرا، وكانت في منزلة الأم التي نشأ على يديها وهو رضيع الى أن بلغ 12 من عمره.
فبعد وفات اخته طيبة تكفل بتربيته عمه الحاج محسن بن محمد حسين العريض ومن بعده عمه الوجيه منصور العريض. كان لعميه الأثر الكبير في بلورة وصياغة شخصيته. فقد نهل منهما الانفتاح على الثقافات الأخرى وحب المعرفة والقراءة المتنوعة. وكان مجلس عمه مقرا لجميع فئات المجتمع بجميع توجهاتهم واطيافهم.
وفي بيت عمه منصور تعلم حب القراءة، فكان يستعين بمكتبة عمه التي كانت تحوي العديد من الكتب المتنوعة في مواضيعها. وكانت هذه المكتبة بمثابة البذرة الأولى التي زرعت فيه حب القراءة. فأسس له مكتبة عكف على جمع كتبها وقراءة ما فيها بتمعن الى ما قبل السنوات الأخيرة التي كف فيها بصره. فكان في مكتبته كتب العديد من الكتب الدينية والقصص والشعر والأدب وكتب الإدارة وغيرها من الكتب والموسوعات والمجلات.
في سنة 1968م تزوج من الحاجة فوزية كريمة ابن عمه الحاج جعفر ابن الحاج عبد النبي العريض وسكن معها في بيت والده علي بن الحاج محمد حسين العريض القريب من مسجد بن رضي في فريق الحطب.
وله من الأولاد ثلاثة ذكور وأربع اناث.
١. حامد، إدارة اعمال.
٢. طلال، هندسة الكترونية.
٣. نيال، طب اسنان، دكتورة.
٤. أفنان، هندسة معمارية.
٥. جنان، نظم معلومات.
٦. شيخة. علوم سياسية.
٧. حسين، بكالوريوس محاسبة، محاسب.
وفي سنة 1978م ابتدأ في بناء بيته في قرية الماحوز وسكن فيه في سنة 1980م الى يومنا هذا. أغلب أولاده ولدوا اثناء سكناه في المنامة ما عدا شيخة وحسين فقد ولدا بعد ارتحاله الى الماحوز.
دراستة
١. تعلم قراءة القرآن والفخري على يدي المعلمة شرف التي أشرفت على تعليم الكثير من أبناء وبنات فريق الحطب.
٢. الابتدائي: المدرسة الغربية (1848 – 1954م).
٣. الصناعي: مدرسة المنامة الصناعية ( 1954 – 1956م)
عمله
كان أول عمل له منتظم ، كموظف في المطبعة الشرقية. وذلك في سنة 1957م. حتى عرض عليه الأستاذ سالم بن عبدعلي العريض لأن يعمل في المحاكم الشرعية، فانتقل للعمل فيها بعد عدة أشهر من عمله في المطبعة وكان ذلك في سنة 1958م. نصحه الحاج سعيد الزيرة للبقاء في المطبعة لما رأى فيه من جد واجتهاد ولكنه تركها ليعمل في إدارة محاكم البحرين. بعك أن اجاد صف الحروف وطباعتها بالطرقة المتعارف عليها في المطابع في ذلك الوقت.
عمل ككاتب في المحاكم الجعفرية في سنة 1958م ولغاية سنة 1971م. فكان يقرر ويكتب الأحكام التي يصدرها قضاة الشرع ويعرضها عليهم للتصديق عليها. وممن عاصر من القضاة سماحة الشيخ باقر بن الشيخ أحمد العصفور قدس سره الشريف والشيخ منصور بن محمد الستري والسيد أحمد الصافي النجفي.
وبعد الانتقال الى المبنى الجديد في المنطقة الدبلوماسية واستحداث مكتب التوثيق، عمل كموثق بعد أن عرفت الوزارة بمسماها الحالي، وزارة العدل والشئون الإسلامية، وكان ذلك في سنة 1971م حتى سنة 1981م. وفي سنة 1981م رقي لوظيفة رئيس الموثقين. وفي سنة 1986م رقي ككاتب للعدل في وزارة العدل والشئون الإسلامية وظل يشغر هذه الوظيف حتى تقاعده في سنة 1999م.
وبعد تقاعده كان يداوم في بعض الأحيان في مكتب التوثيق للاستشارة وتخليص بعض الأمور العالقة.
نشاطاته واسهاماته
1. مارس لعب كرة السلة والطائرة في المدرسة وفي فريق اليقظة الرياضي من سنة 1958م لغاية سنة 1966م.
2. وهو من مؤسسي نادي اليقظةالرياضي: فقد ساهم مع مجموعة من أصدقائه في تأسيس نادي اليقظة الرياضي الذي انضم اعضاءه بعد حله الى نادي العروبة. ومن مؤسسي نادي اليقظة الذين شاركوا معه في تأسيسه: المرحوم أنور جعفر الصالح، المرحوم يوسف صالح الصالح، السيد علوي سيد موسى العلوي، السيد سعيد سيد مصطفى العلوي، سيد عبدالغني القاروني، المرحوم جواد تقي العرادي، عبدالرسول حبيل، المرحوم عبدالمجيد الرقراق.
3. تطوير مكتب التوثيق: بحكم خبرته وعمله في المحاكم الشرعية، قام بإعداد وتجهيز الوثائق والعقود الشرعية وتحويلها الى نصوص مكتوبة بالألة الكاتبة لحفظها وقت الحاجة اليها وبعد استخدام الكمبيوتر تم نقلها وحفظها بالكمبيوتر بعد أن دخل جهاز الكمبيوتر الى الدوائر الحكومية. وهي الى الآن تستخدم وعليها الاعتماد في صياغة الوثائق والعقود.
4. معرفته واجادته التامة لعمل الفرائض والتي تعلمها من الملا أحمد البصري الذي كان يعد من أمهر الخطاطين وكتاب الفرائض في ذلك الوقت.
5. من مؤسسي صندوق الماحوز الخيري: ساهم في تأسيس صندوق الماحوز الخيري في سنة 1994م مع بعض أهالي المنطقة: كالمرحوم السيد هاشم سيد أمين العلوي، محمد السعد، إسماعيل طراده، حسن راشد طراده، السيد علي سيد محمد الموسوي.
عضوياته
١. عضو مؤسس في نادي اليقظة الرياضي
٢. عضو في نادي العروبة
٣. عضو مؤسس في صندوق الماحوز الخيري
وفاته
انتقل الى رحمة الله تعالى في يوم السبت 21 مارس 2020م الموافق 26 رجب 1441هـ.
