كتاب عن المنامة خلال خمسـة قرون
يتحدث الأستاذ عبد الكريم العريّض عن سوق المنامة وبدايات دخول الكهرباء إليها فيقول:
سوق المنامة لها تاريخها المتميز قبل إنشاء البلدية في العشرينيات من القرن الماضي ، حيث كانت لها إدارتها الخاصة المتمثلة في أميـر السوق، وهو المسئول عن حفظ الأمن والحراسة الليلية ، وكان يعاونه عدد من الرجال الذين يسهرون طوال الليل وهم يتجولون بين الأزقة في السوق، والبعض منهم يقف في مداخل السوق المنتهية عند الحارات السكنية المحيطة بها لمنع الدخول إلى السوق أثناء الليل . يمر العسس للتفتيش على أقفال الدكاكين للتأكد من أنها مقفلة ، وعندما يجد العسس (الحارس) أن أحد تلك القفول قد نسى صاحبه إقفاله فإنه يقوم بوضع قفل خاص على الدكان يطلق عليه (هفكري) ، وذلك القيد لا يفتح إلا إذا قام صاحب الدكان بدفع
غرامة على ترك الدكان دون قفل ، ومقدار الغرامة “أربع بيزات” .
في السوق لوحة كبيرة من الخشب على شاكلة سبورة المدرسة ، توضح عليها إعلانات الحكومة ونشرات إخبارية يتعرف من خلالها أصحاب السوق على مايدور من حركة تجارية ، وقدوم مراكب الشحن القادمة من بومبي أو تلك التي تحمل بضائع من البصرة ، وموعد سفر المسافرين ، وعن إفلاس التجّار وأخبار الغوص . وفي عام 1914 م كانت تلصق نشرة إخبارية عن سير السوق يقرؤهــا الناس من على تلك اللوحـة ، وكان موقع تلك اللوحة في “شارع باب البحرين” . كان في السوق مخفر للحرس وكانت به خشبة توضع فيها رجلا المذنب ، وقد رفعت تلك الخشبة فيما بعد ، فقد رأيتها معلقة في المحكمة المختلطة في القنصلية البريطانية وقد كتب بجانبها عبارة تقول (لقد رفع هذا القيد عن أهل البحرين بأمر من صاحب الجلالة ملك المملكة المتحدة البريطانية) .
والسـوق تتألف من وحدات للبيع والمفرق ، ولكل نوع من البضاعة سوقه الخاص بـه وهي كمـا يلي:
أسواق المنامة:
1- سـوق الطواويش : وهي المركز المالي للبحرين وبها كبار تجّار اللؤلؤ ومستوردي البضائع وصرافي العملة .
2- سـوق البز : وهي خاصة ببيع الأقمشة .
3- سـوق العجم : تباع فيهـا البهارات والمكسـرات وأكثـر البضائع من منتوجات إيران.
4- سـوق الغنـم: سـوق الحميـر، سوق المـاء.
5- سـوق الودج : تباع فيه الشحومـات ومواد الطلاء للسفن (الـودج والعيـل)
6- سـوق الحدادة : سوق الصفافيـر ، سوق التناكـة وينتشر في السوق أصحاب المهن الخاصة ، كمصلح الساعات والصاغــة والحلاقين.
7- سـوق الحـواجة: (الحواويج) يقوم أصحاب تلك المحلات مقام الطبيب المعالج للأمراض بالأعشاب والأدوية الشعبية.
وقـد بدأ التفكير في إدخال الكهرباء في البحرين عام 1920 ، ولكن نظراً لعـدة عوامل فنية ومالية تأجل المشروع إلى عام 1928م ، حيث استقر الرأي على أن تقوم الحكومة وبلدية المنامة بإدارة ذلك المرفق الحيوي المهـم ، وقبل دخول الكهرباء للبحرين كانت تستخدم المصابيح التي تعمل بالكيروسين ، وكان يطلق على تلك المصابيح (فنـر) ، أما في المساجد وبعض الطرقات كانت تستخدم مصابيح من الحجم الكبير التي تعمل بواسطة ضغط الهــواء ، ويسمى (تريك) في البداية أخذت الكهرباء تعمل على إضاءة الشوارع وبعض المصالح الحكومية ، وكانت بعض بيوت الأثرياء تستخدم مولدات كبيرة وصغيرة خاصة (موتورات) ثم أصبحت تلك المولدات تحت إشراف إدارة الكهرباء . في عام 1931م ، افتتحت أول محطة كهربـاء في المنامة وكان موقعها في “رأس الرمان” شرق مبنى السفارة البريطانية ، وقـد استعمل أول مكيف هـواء في البحرين في عام 1941م ، وبلغ مجموع المكيفات عام 1941م خمسين مكيفـاً ، وكان ثمن الوحدة الكهربائية عند بداية التشغيل نص روبية.
تزود البحرين بالطاقة الكهربائية من محطة الحكومة للكهرباء ، والتي تقع في الجهة الجنوبية من مضمار سباق الخيل القديم والنادي البريطاني ، وتزوّد المدينة بالمياه من عدد الآبار الارتوازية من مختلف مناطق المنامة ، ويضخ الماء بواسطة مضخات كبيرة إلى خزانات مرتفعة ثم توزع بشبكة أرضية إلى جميع أنحـاء المدينة ، وذلك النظام انتهى العمل به عام 1949 .
المصــدر: كتاب مدينة المنـامة خلال خمسـة قرون، تأليــف : عبد الكريم العريّض،
السلام عليكم,
أين يمكننا الحصول على نسخة من هذا الكتاب؟