manama story
20 مايو 2017 وجوه من المنامة

الحاج يوسف بن أحمد كانو

1868 – 1945

الحاج‭ ‬يوسف‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬كانو‭ (‬تاجر‭ ‬عقارات‭ ‬واستثمارات‭) ‬ولد‭ ‬سنة‭ ‬‮١٨٦٨‬‭ ‬وتعلم‭ ‬القراءة‭ ‬والكتابة‭ ‬وأصول‭ ‬الدين‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬العلماء‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬آنذاك،‭ ‬ونشأ‭ ‬على‭ ‬تعلم‭ ‬الأعمال‭ ‬التجارية‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬والده‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬كانو‭ ‬قد‭ ‬ورثها‭ ‬عن‭ ‬أبيه‭ ‬محمد‭ ‬من‭ ‬قبله‭. ‬وكان‭ ‬أحمد‭ ‬كانو‭ ‬تاجر‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬متوسط‭ ‬الحال‭ ‬فلم‭ ‬يكن‭ ‬رجلا‭ ‬ثريا،‭ ‬وإنما‭ ‬كان‭ ‬متدينا‭ ‬ويحظى‭ ‬باحترام‭ ‬واسع‭ ‬في‭ ‬مجتمع‭ ‬البحرين‭. ‬ولقد‭ ‬بدأ‭ ‬الحاج‭ ‬يوسف‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬كانو‭ ‬يزاول‭ ‬أعمال‭ ‬العائلة‭ ‬التجارية‭ (‬التي‭ ‬حملت‭ ‬اسمه‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭) ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬مجرد‭ ‬أعمال‭ ‬بسيطة‭ ‬تنحصر‭ ‬في‭ ‬استيراد‭ ‬البضائع‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬تدعم‭ ‬مختلف‭ ‬الصناعات‭ ‬البحرية‭ ‬بالجزيرة،‭ ‬وجميعها‭ ‬كانت‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬قماش‭ ‬القنب‭ ‬لأشرعة‭ ‬القوارب‭ ‬والحبال‭ ‬والأخشاب‭ ‬والأدوات‭ ‬ومواد‭ ‬غذائية‭. ‬ويبدو‭ ‬أن‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬التجار‭ ‬الآخرين‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬كانوا‭ ‬قانعين‭ ‬بأعمالهم‭ ‬إلا‭ ‬القلائل‭ ‬ومنهم‭ ‬الحاج‭ ‬يوسف‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬كانو‭ ‬حيث‭ ‬اتسعت‭ ‬آفاق‭ ‬طموحاته‭ ‬وتطلعاته،‭ ‬فبمجرد‭ ‬تسلمه‭ ‬دفة‭ ‬الأعمال‭ ‬من‭ ‬والده‭ ‬بدأ‭ ‬الحاج‭ ‬يوسف‭ ‬في‭ ‬تحديث‭ ‬أعمال‭ ‬العائلة‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬يبدأ‭ ‬المشروع‭ ‬بتأن‭ ‬وحذر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يكتسب‭ ‬الزخم‭ ‬اللازم‭ ‬لترسيخ‭ ‬أقدامه،‭ ‬فقد‭ ‬قام‭ ‬باستئجار‭ ‬مركب‭ ‬لاستيراد‭ ‬السلع‭ ‬من‭ ‬كيرلا‭ ‬بالهند،‭ ‬كما‭ ‬استأجر‭ ‬السفن‭ ‬للعمل‭ ‬دوليا‭ ‬فكانت‭ ‬تتوقف‭ ‬في‭ ‬موانئ‭ ‬ساحل‭ ‬الهند‭ ‬الشمالي‭ ‬الغربي‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬يشتري‭ ‬بالات‭ ‬الأقمشة‭ ‬القطنية‭ ‬والأرز‭ ‬والشاي‭ ‬والفحم‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬الاستهلاكية‭.‬

‭> ‬وقد‭ ‬كون‭ ‬الحاج‭ ‬يوسف‭ ‬علاقات‭ ‬تجارية‭ ‬وطيدة‭ ‬مع‭ ‬كبار‭ ‬تجار‭ ‬الهند‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يصدرون‭ ‬له‭ ‬البضائع‭ ‬حسب‭ ‬طلباته‭ ‬لتلبية‭ ‬طلبات‭ ‬عملائه‭ ‬في‭ ‬الخليج‭. ‬وبمرور‭ ‬الوقت‭ ‬وسع‭ ‬الحاج‭ ‬يوسف‭ ‬شبكة‭ ‬اتصالاته‭ ‬التجارية‭ ‬العالمية‭ ‬بإجراء‭ ‬المحادثات‭ ‬مع‭ ‬رجال‭ ‬الأعمال‭ ‬الأجانب‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يتوقفون‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وأصبح‭ ‬الحاج‭ ‬يوسف‭ ‬نفسه‭ ‬يسافر‭ ‬كثيرا‭ ‬وكانت‭ ‬معظم‭ ‬سفراته‭ ‬إلى‭ ‬الهند‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬يشتري‭ ‬البضائع‭ ‬ليشحنها‭ ‬إلى‭ ‬عملائه‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬وإلى‭ ‬التجار‭ ‬الآخرين‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وعندما‭ ‬يتم‭ ‬بيع‭ ‬البضائع‭ ‬كان‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬عائدات‭ ‬البيع‭ ‬يرسل‭ ‬إلى‭ ‬الحاج‭ ‬يوسف‭ ‬فيشتري‭ ‬به‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬البضائع،‭ ‬وبذلك‭ ‬أقام‭ ‬دورات‭ ‬تجارية‭ ‬كاملة،‭ ‬وغالبا‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬تستغرق‭ ‬رحلاته‭ ‬من‭ ‬أربعة‭ ‬إلى‭ ‬ستة‭ ‬شهور‭.‬

لم‭ ‬يرزق‭ ‬الحاج‭ ‬يوسف‭ ‬بذرية‭ ‬لكنه‭ ‬احتضن‭ ‬أبناء‭ ‬شقيقه‭ ‬الأصغر‭ ‬محمد‭ ‬الذي‭ ‬وافته‭ ‬المنية‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬الخامسة‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬عمره‭ ‬عند‭ ‬اجتياح‭ ‬الطاعون‭ ‬والكوليرا‭ ‬والأنفلونزا‭ ‬للبحرين‭ ‬خلال‭ ‬عامي‭ ‬‮١٩٠٣‬‭ ‬و‮١٩٠٤‬،‭ ‬حيث‭ ‬ترك‭ ‬ولدين‭ ‬هما‭ ‬علي‭ ‬وجاسم‭ ‬وأخت‭ ‬لهما‭ ‬تولاهم‭ ‬الحاج‭ ‬يوسف‭ ‬بالعناية‭ ‬والرعاية‭ ‬الأبوية‭ ‬ليعوضهم‭ ‬عن‭ ‬فقد‭ ‬الوالد‭.‬

وخلال‭ ‬العقد‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬أصبح‭ ‬الحاج‭ ‬يوسف‭ ‬من‭ ‬شخصيات‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬البارزة‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬لا‭ ‬ترتبط‭ ‬بالتجارة‭ ‬فقط،‭ ‬ومن‭ ‬أمثلة‭ ‬ذلك‭ ‬قيامه‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬‮١٩١٢‬‭ ‬م‭ ‬بجمع‭ ‬تبرعات‭ ‬لجمعية‭ ‬الهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬وصلت‭ ‬قيمتها‭ ‬إلى‭ ‬‮١٠٤‬‭.‬‮٠٠٠‬‭ ‬روبية،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬الحاج‭ ‬يوسف‭ ‬من‭ ‬القلة‭ ‬الأوائل‭ ‬الذين‭ ‬دعموا‭ ‬فكرة‭ ‬إنشاء‭ ‬بلدية‭ ‬في‭ ‬المنامة،‭ ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬‮١٩١٧‬م‭ ‬ساعد‭ ‬صديقه‭ ‬الحميم‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬زينل‭ ‬علي‭ ‬رضا‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬مدرسة‭ ‬الفلاح‭. ‬وأخيرا‭ ‬ودع‭ ‬الحاج‭ ‬يوسف‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬كانو‭ ‬الحياة‭ ‬الدنيا‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬‮١٩٤٥‬م‭.

استقبال‭ ‬اول‭ ‬طائرة‭ ‬في‭ ‬المنامة‭ ‬ويظهر‭ ‬الشيخ‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬نائب‭ ‬حاكم‭ ‬البحرين ‬ومحمد‭ ‬زينل‭ ‬ويوسف‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬كانو
علي‭ ‬محمد‭ ‬كانو‭ ‬مع‭ ‬اولاده‭ : ‬احمد‭ ‬وعبد‭ ‬الله‭ ‬وشريفة
سيارة‭ ‬وكالة‭ ‬كانو‭ ‬للسفريات‭ ‬طراز‭ ‬فورد‭ ‬‮١٩٥٠‬‭ ‬م
من‭ ‬اليمين‭ ‬جاسم‭ ‬محمد‭ ‬كانو‭ ‬
يوسف‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬كانو
‬علي‭ ‬محمد‭ ‬كانو

أضف تعليقك

ملاحظة: بريدك الإلكتروني لن يتم نشره. الحقول المطلوبة بجانبها علامة *

*