عبد النبي الحمر و”المرسم الحسيني” اللوحة الكاملة كما لونها بعطاءه
ولد المرحوم الحاج عبد النبي علي الحمر ونشأ في اعماق فريق سوق الحطب بالمنامة الذي يتعايش فيه الناس من مختلف الاعراق والاجناس والاديان في أمن وسلام..وترعرع بوسط مجتمع اسلامي جامع متأخي يدعوا الى احترام جميع الحقوق والتعاون البناء والتعاضد والتراحم وكما شهد المعني الحقيقي للنخوة والبذل والفزعة والتلاحم والتراحم من اجل فعل الخير وتوطيده..وقد ترك كل هذا وما تلمسه من القيم الحميدة والاخلاق العالية انطباعا في دواخله منذ الصغر فزادت من نظرتة الانسانية وقناعه نحو الاخرين بهذا الوسط الجامع..حيث لبست روحه وتشربت من المبادئ السامية والنهج المتكامل من العقيدة الاسلامية ومما نهل من صافي تعاليم مدرسة اهل بيت النبوة السامية..حيث ترسخت كل هذه المبادئ السماوية في اعماق روحه واستحوذت على كامل فكره ووجدانه..ففي اولي سنوات الشباب وجد نفسه منخرطا بالعمل التطوعي وبكل اتجاه..واختار هذا الطريق لايمانه به واخذ يتفانى في خدمة المجتمع ككل لتخفيف ورفع المعاناة عن المحتاجين والمعوزين والمتضررين بقدر استطاعته او بتكاتفه مع الاخرين وكان هذا العمل الجاد ومن افعال الخير قد جعل منه جاهزا وقادرا على الانطلاق نحو فعل المزيد من اجل رفع المعاناة واسعادة الاخرين..
وقد ثبت على هذا المسار واخذ يواصل العمل فيه من دون الانحياز لطرف او عرق او جنس ومترفعا عن كل التجاذبات والمشاحنات..وكان يرضى نفسه بان تقوم بالواجب التام نحو العقيدة السمحاء او من اجل عزة ورفعة الوطن ولتماسك المجتمع والحفاظ عليه على اكمل وجه..ولانه كان يدرك من يعطى باخلاص ولوجه الله ينال رضا السماء ويرتفع شانه ومكانته لدي الناس..وكما كان يؤمن بالعمل الجاد مهما صغرت اهدافه او اتسعت آفاقه.
وكما كان المرحوم يؤمن بالعمل الجاد مهما صغرت اهدافه او اتسعت افاقه فان كل المعوقات ستذلل اذا تظافرت الجهود وشدت العزائم وتكاتفت السواعد وكما بالعزيمة والاصرار تتم عملية البناء ويتكامل العمل..وكما في الاقدام بروح صافية تنجز اصعب الاعمال وكيف اذا كان هذا العمل يرتبط برافد من دروب النهضة الحسينية المباركة ومسيرتها المظفرة وكان الاستاذ عبد النبي يعلم بان الامام الحسين عليه السلام له علو وسمو وشأن رفيع لدي السماء ولانه عطاء لاينضب معينه ولاتجف روافده فالسماء تمد بكل عطائها لمن يتفاني في خدمة الدين وعترة ال بيت النبوة الميامين.وهنا بدأ الاستاذ بالارتباط مع المشروع الاكمل والاشمل نحو الهجرة الدائمة الى كنف الامام الحسين سلام الله عليه..ومن اوسع رحاب فاخذ يجتمع مع مجموعة من الفنانين والمؤسسين لجمعية المرسم الحسيني للفنون الاسلامية حيث تم رسم الخطوط ووضع اللبنات الاولي لهذا الهدف النبيل من اجل الانطلاقة لتدشين اول جمعية فنية تعمل امام الجميع ويكون فضائها مفتوح لكافة ابناء المجتمع حيث اختار فريق سوق الحطب وباحد الزوايا فيه جنوبي ماتم محمد حسين العريض للنساء وبعد التوكل على الله افتتح في الاول من محرم وشهدت الليلة الاولي اقبالا كبيرا لهذا الحدث الوليد..وكل هذا مدون وموثق بالكامل حيث سيبقي سجلا للاجيال القادمة لتتعلم من هذه المجموعة الرائدة ومن هذه الشخصية البارزة التى اخذت على عاتقها تصدر الركب ونذرت على نفسها بمواصلة المسير واستقطاب جميع الفنانين وفئات المجتمع ودعوة كل من يريد المشاركة بهذه الجمعية الفنية الاجتماعية..وبالرغم من تواضع الامكانيات في السنة الاولي الا انه شهد حضورا متميزا وكما كان للجهود المبذوله والعمل الجاد والحماس الكبير الذي كان هو الغالب والصادر من الجميع قد رسخ اسس وقواعد الجمعية..
وكما كان التشجيع الذي حظى به الفنانون والاقبال الجماهيري الواسع كان له الاثر الكبير وزاد من مشاركة العديد من الفنانين..حيث اثمر كل هذا عن انجاز خمسة وسبعين عملا فنيا يحاكي جوانب عديدة من النهضة الحسينية في خلال سبع ليالي..وفي السنة الثانيه تطور الصرح الفني تطورا ملحوظا واصبح له مقرا مؤقتا بالشرق من الموقع الاول مقابل ماتم شروف للنساء وكما شهد اول مشاركة نسائية التى رحب بها..وكما اخذ الاستاذ الراحل وبما يمتلك من خبرة ودرايه يعمل ويحث الجميع بالقيام بواجبهم نحو اهداف حركة الامام الحسين عليه السلام ودروبه النورانية..فكان الجميع بقيادته على قدر المسؤوليه واخذ يدعوا كل عام كبار المسؤولين في الدولة ورجال الدين الافاضل والسفراء المعتمدين والفنانين والاعلاميين ووكلات الانباء والجمعيات الاهلية واصحاب المأتم لزيارة مقر الجمعية في كل عام..وكما بذل الفنانون الكثير ومن شاركهم وساهم معهم وكان هو بوسطهم يشجعهم ويدفعهم لانجاز المزيد من الاعمال والابداع..
وكما خصصت لجنة نسائية لمتابعة انشطة الجمعية ولما للمرأة دور ريادي كبير بالمجتمع..وكما قام بتنظيم اكثر من فعاليات تهتم بالناشئة وشملت الورشات في شتى المجالات الفن والابتكار وطرق تعلم الرسم والتلوين وكذلك رعاية الموهوبين منهم وعرض لوحاتهم بجانب كبار الفنانين.
وكذلك رعاية الموهوبين منهم وعرض لوحاتهم بجانب كبار الفنانين..وبعد اشهر قليلة من بعد الموسم الاول اخذ العمل يتسع وتكبر المهام فقد حرص مع اخوانه الفنانين بتلبية كل الطلبات لاقامة معارض لعرض جميع اللوحات المنجزة في اغلب مناطق البحرين فتنقل بها في عدد من الماتم المنامة وكذلك خارجها وكما اخذ الاستاذ والفنانين يشاركون في اغلب الفعاليات التى دعوا اليها والتى اقيمت من قبل الجمعيات الاهلية والاجتماعية او لاقامة معارض في اغلب مناطق البحرين او لتنظيم فعاليات داخل مقر الجمعية بالمنامة..وكما تم تلبية كل الدعوات للمشاركة في المعارض الخارجية وكانت اولي هذه المشاركات بمدينة جنيف السويسرية وقد لاقت هذه المشاركة نجاحا كبيرا..وكما قام بعض الافراد من دول الجوار بالاتصال به وقد قام باستضافتهم من اجل التعرف عن قرب على هذه التجربة الفنية الرائدة وكيف يمكن اقامة جمعيات مماثلة في بلادهم.
.وكما ترك لنا الاستاذ ارشيفا كبيرا من الصور حيث قام بنشر جزء منها عبر موقع التواصل الاجتماعي للجمعية والذي يعتبر معرض دائم واستعراض لمسيرة الجمعية وما قدمته في جميع المجالات وكذلك يوثق كل انجازاتها على مدار الستة عشر عاما…وكما كان الاستاذ الراحل شخصية اجتماعية بامتياز فكان يتواصل مع جميع شرائح المجتمع ومن دون استثناء ولم ينقطع يوما قط عن الوصال سوى كان ممثلا للجمعية او بصفته الشخصية لما له من علاقات واسعة ليشاركهم افراحهم او يشاطرهم احزانهم او يساهم معهم في خدمة ابناء الوطن..وكما كان يقوم بالترحال الى الديار المقدسة وزيارة المراقد الشريفة ليتعرف اكثر على كل ما يستجد وينقل بعض الافكار التى تخدم هذا الصرح الفني الذي سيفتقده كثيرا..ورحل الاستاذ قبل ثلاثة اشهر من موعد اشعال الشمعة السابعة عشر من عمر الجمعية وسيعمل الاداريون والفنانون والاعضاء على مواصلة المسيرة بنفس الروح والحماسة التى كان يمتلكها الفقيد والذي كان يتنقل بداخل المرسم ويحث الجميع لرفع راية هذه الجمعية في اي مكان يتواجدون فيه..ورحل الاخ الكبير بهدوء وترك اللوحات المستوحاة من سيرة وحركة وفكر الامام الحسين عليه السلام.
.وفي يوم تشيعه من قبل محبيه من ماتم بن رجب ادخل محمولا الى الدار التى لم يكن يفارقها وخاصة في ليالي عاشوراء حيث تبقي الانوار مفتوحة حتى طلوع الفجر ويكون اخر المغادرين وقد طاف به بداخل مقر الجمعية ليكون اخر وداع كما كان يخرج مع اخوانه من ابناء فرقان المنامة وعشاق الحسين كل عام في صبيحة يوم العاشر ملبيا نداء سيد الشهداء من هذا المكان بمسيرة..عزاء المرسم..وهنيئا لك يا ابوعلي رحلة العشق الحسيني التى اخترتها ومضيت فيها وواصلت المسير بلا توقف حتى ارتحلت في يوم من ايام الله المباركة..ودعا يا من سكنت القلوب وودعا يا من كنت فينا نعم الاخ والصديق والاستاذ..وودعا يا رجل العطاء والبذل والتفاني..رحمك الله برحمته الواسعة واسكنك فسيح جناته
فيم وثائقي عن المرسم الحسيني
المرسم الحسيني ودور الراحل الحاج عبدالنبي الحمر في تأسيسه-مجلس أمير رجب