manama story
14 مايو 2017 مقالات

سير الزمن – حـديث الذكـريات عـن سـوق المـنامـة في ماضي الزمان

باب البحرين والجبرة الكبيرة:

حتى السنين الأولى من الأربعينيات لا يوجد شيء اسمه باب البحرين بل كان يوجد في موقعه تقريباً مبنى كبير يضم بعض الدوائر الحكومية مثل الطابو، القاصرين، الأوقاف ومركز صغير للشرطة ومكتب للبريد الذي أنشئ (1884) ثم خصصت في الطابق العلوي قاعة للمحكمة المختلطة التي يرأسها المرحوم بإذن الله الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة والقنصل البريطاني «ميجر ديلي» ومستشار حكومة البحرين، وهذه المحكمة كانت تختص بالقضايا التي طرفها غير بحريني، وقد شيد هذا المبنى الذي يضم كل هذه الدوائر الحكومية في بداية العشرينيات من القرن الماضي، وكان أمام هذا المبنى الحكومي الكبير من جهة الجنوب جبرة كبيرة لتخزين أكياس الحبوب والطحين والرز وبعض المواد الغذائية وكان يوجد في وسط هذه الجبرة سكة حديد صغيرة يسير عليها ذهاباً وإياباً «ترولي» عن طريق الدفع «Trolley» وذلك لنقل هذه المواد من فرضة المنامة حتى هذه الجبرة (وقد سبق لي أن تطرقت إلى ذلك في كتابي لمحات من ماضي البحرين).

استمرت عملية النقل هذه حتى منتصف الأربعينيات، حيث قدم مستشار حكومة البحرين مشروعاً يقضي بهدم ذلك المبنى الحكومي وبناء مبنى باب البحرين الحالي (1949)، كما تم هدم تلك الجبرة الكبيرة وشيد مكانها عدد من الحفيزات الفاخرة مع جزء لمركز الشرطة. وقد أشرت من قبل إلى أصحاب تلك الحفيزات في حديث سابق. أما إذا اتجهنا من شمال غرب باب البحرين فسوف يطالعنا شارع الحكومة الذي تقع على جانبه من جهة الشمال عمارة «هلال المطيري» وتحتها عدد من المحلات التجارية مثل جيشنمال، العلم الأخضر (لصاحبه إبراهيم حسن كمال)، البنك البريطاني وكان سابقاً يسمى البنك البريطاني الإيراني (1944) ثم متجر بهبهاني، ناجي مراد (صاحب ساعات رولكس)، خالد السعدون وغيرهم ثم البنك الشرقي (1912) وبعض المحلات الأخرى، يقابلها من جهة الجنوب من هذا الشارع محلات «دورابجي» ثم مكتب للشيخ حمد بن عيسى آل خليفة (الحاكم) حيث يتم تسلم «العادات» والشرهات وبعض المصروفات من عبدالله بن جبر الدوسري أحد كبار رجالات الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة (الحاكم)، كذلك يوجد في هذا الشارع فندق عبدالنور البستكي والذي شيد نصفه من خشب (بعد منتصف العشرينيات) 1928 – 1929 تقريبا ثم المسجد وبعض المطاعم ثم جاء فيما بعد مطعم أمين الشهير ومحلات لكي ستورز، وكيرمستجي فأين هؤلاء اليوم؟ منهم من رحل عن هذه الدنيا ومنهم من اختفى وهذه حال الدنيا، يقال إن شارع الحكومة هذا يعتبر من أقدم شوارع سوق المنامة وكان شريان الحركة التجارية في زمانه، أما عن تاريخ وجوده فربما يعود إلى بداية العشرينيات من القرن الماضي إن لم يكن قبل ذلك.

مدخل السوق من جهة الشرق

أطلعني المرحوم بإذن الله محمد بن عبدالله الزامل على صورة قديمة لمسكنهم واعتقد انه نفس موقع عمارتهم الحالية الشاهقة الكبيرة التي تعتبر اليوم من أجمل المباني، وقد لاحظت في تلك الصورة جالبوتا صغير (سفينة) أمام مدخل البيت مما يدل على أن التنقل كان يتم عن طريق «الجوالبيت». كان البحر يمر في هذه المنطقة مخترقا ذلك الطريق الطويل والضيق والمتجه غربا مقتربا أيضا من موقع محاكم البحرين (1936) والذي كان جزءا من البحر، أما الصورة الأخرى التي شاهدتها فهي لمجموعة من السفن الشراعية وهي تنزل حمولتها من «الحصى» (الأحجار البحرية) عند مدخل مركز النعيم الصحي الحالي (مستشفى النعيم) كان ذلك في منتصف الثلاثينيات تقريبا حيث يجري بناء مستشفى النعيم (1939).

إن الذي تقرأه الآن -عزيزي القارئ- ما هو إلا شيء قليل عن سوق المنامة في سالف الأزمان، وقد ركزت على أهم الشوارع والمناطق المحيطة به أو تلك التي في داخله.

مواضيع متعلقة

«فريج الفاضل»… شاهد على التلاحم بين الطائفتين

“الشكر للمكسرات” في المنامة.. ملجأ البحرينيين لشراء “الحب الشمسي

دكان بياع القداوهَ!

أضف تعليقك

ملاحظة: بريدك الإلكتروني لن يتم نشره. الحقول المطلوبة بجانبها علامة *

*