شارع الشيخ عبد الله (الشارع الذهبي) وقلب السوق القديم

اطلقت تسمية الشارع نسبة الى الشيخ عبد الله بن عيسى بن على ال خليفة 1966 -1883 ، والذي قد اسندت اليه رئاسة بلدية المنامة عند تأسيسها عام ١٩١٩، كما كان العمل جارياً على تأسيس أول مدرسة نظامية في البحرين، والتي تولى أيضاً رئاسة مجلس إدارتها عام 1919. وأسس ايضا أول مدرسة لتعليم البنات عام .1926 بعد معارضة من بعض المحافظين.

ساهم الشيخ عبد الله في إرسال أول بعثة من الطلبة للدراسة على حساب الحكومة في الخارج عام 1928 وفي عام 1931 عين كأول وزير للمعارف وخول سلطات واسعة في كافة شئون التربية والتعليم، كما عين عام 1938 إضافة إلى عمله قاضياً رئيساً في محكمة المرافعة التي ضمت بالإضافة اليه الشيخ سلمان بن حمد ال خليفة والمستشار بلكريف، كما عُين رئيساً لبلدية المحرق بدلاً عن اخية الشيخ محمد فأدخل الكثير من الإصلاحات كتوسعة الشوارع وتحسين الاسواق.

ملامح الشارع

اما بالنسبة لشارع الشيخ عبد الله -قلب سوق المنامة القديم- وهو أقدم شارع تجاري في المنامة والذي يمتد شرقا ما بعد تقاطعه مع الشيخ عيسى الكبير وينتهى غربا بتقاطعه مع شارع الشيخ حمد بالنعيم.

في بدايته كان توجد بقايا حديقة بها بعض الأشجار وكما توجد عيادة لأحد الأطباء العرب تقابلها بيوت متلاصقة، وتبدأ المباني التجارية مع بعد تقاطع الاول كان حيث توجد صف من الدكاكين وتقابلها سوق مفتوحة يباع بها التمر والخبز والخضروات وكما تجلب كل يوم كميات من الحطب وتشغل أغلب مساحتها،وذلك قبل بنائها كمدرسة للبنين

وثم دكاكين أكثرها تبيع المواد الغذائية وكما توجد مطحنه للحب بالراحى وبيع الحلوى الشعبية وبيع الماي واكثر من خباز وكماج وبعض دكاكين الصاغة وما بعد تقاطعه مع شارع باب البحرين العديد من دكاكين بيع الأقمشة والتطريز بالزري والخياطين وباعة العطور والقهاوي والحلاقين والانتيك ومحلات بيع الشربت والدراجات ولوازم السفر واقدم عكاس بالمنامة وحتى نصل الى سوق الحدادة وكما به عدد من الخانات..ثم عرف معارض لبيع الراديوات التلفزيونات ومحلات تصليح الساعات وبعض استوديوهات التصوير الحديثة وبيع الادوات الكهربائية والمخابز الحديثة وبعض محلات الخطاطين والإعلانات والعاب الأطفال والقرطاسية والاحذية..وفي اواخر الستينات بدأت الجهة الشرقية من هذا الشارع تتحول تدريجيا الى محلات ذات صبغة واحدة واخذت المحال تباع بطريقة الخلو..السرقفليه..وتدفع آلاف الدنانير بدلا وخلال اعوام قليلة أصبح أغلب المحلات ما بعد ماتم الصفافير معارض لبيع الذهب والمجوهرات بجانب الساعات والمسابيح الفاخرة والاحجار الكريمة والفصوص الثمينة ومشغولات من الفضة وتشكيلات من عقود اللؤلؤ وبعض ورش الصاغة..

وحتى اطلق عليه الناس شارع الذهب وكان هذا الشارع لا يضاهيه في المعروضات والتشكيلات الذهبية الراقية التى تستورد من الخارج وتنتج بالداخل الا معارض شوارع بيروت..وذلك قبل أن يفقد بريقه تدريجيا منذ بداية التسعينيات حيث بدأت تظهر المجمعات التجارية وخروج أكثر المحلات..حيث اتخذت بعضها من شارع باب البحرين موقع بديلا وكذلك جزء من شارع العلاء الحضرمي الذي يحيط بالمعبد الهندوسي..وكما تقلصت محلات البهرة التى كانت تشغل أغلب المحلات بالجانب الآخر..وكنا في فصل الصيف لا بد أن نتوقف لشرب شربت الليمون عند سلمان حمادة أو باللجهة الاخرى لشرب شربت الحليب بالورد من عند أكرم..

دائرة المعارف  واول مكتبة حكومية عامة ومدرسة ابراهيم العريض..

كان مبني دائرة معارف حكومة البحرين : وقف الاستاذ احمد موسى العمران امام بوابة هذا المبني ليلتقط له مصور مجلة لايف الامريكية صورة في اواخر الاربعينيات من القرن الماضي..والتي استاجرتها حكومة البحرين لتشغرها دائرة المعارف قبل انتقالها لمبني المديرية بمنطقة القضيبية وكما اتخذت جزء منها ليكون اول مكتبة حكومية عامة في البحرين قبل ان تجاور القسم الداخلي لمدرسة الثانوية..وكما اسست فيها المدرسة الاهلية التى انشائها استاذ البحرين ابراهيم العريض..وبعد سنوات وفي حقبة الستينيات اصبح الجزء الغربي الجنوبي منها مدرسة زينب الابتدائية للبنات..وكما شهدت بدايات المدرسة الهندية قبل ان تنتقل الي خارج المنامة..وبعدها اصبحت عمارة تجارية ففتح بها مطعم لاهور بالجهة الشرقية..واما اليوم ففيها عدة محال لبيع الاسماك وخباز تقليدي

ابرز ما يلمع في الذاكرة

شارع الشيخ عبدالله هو احد اهم الشوارع التجارية التاريخية في المنامة وربما هو الاقدم فى عمر هذه المدينة الزاهرة والذي يقع ليس ببعيد عن الخط الساحلي الشمالي والشرقي وكان ذلك قبل اكثر من خمسة قرون حيث كانت ترسي سفن النقل التى تحمل البضائع المختلفة من بلاد الحضارات القديمة وقد كانت محلاته محطة لاعادة تصدير المنتجات المستورده لدول الجوار..ونفتخر بهذا الشارع الذى كان يضم العديد من الاسواق التراثية حيث كان له طابع متميز ولازال حيث يعج بالحركة منذ بواكير الصباح وحتى ما بعد التاسعة مساءا ، وان هدمت اغلب  العمارات وجددت مرة اخرى الا ان بهذا الشارع العريق امكنه ومحال قد غيبت بهدم العماير او تركها اصحابها بالانتقال الى مناطق اخرى

ولكنها تبقي بالذكرة حيث كان مكتب مقاول الحج المرحوم ابراهيم الصيرفي بهذا الشارع..

ودكان منصور الزيرة صانع الحلوى المتميزه..وابو البقر صاحب الخبز المحلى التراثي..والعكاس الاول احمد الماضي..ومكسرات محمد علي المسقطي واستوديو الشرق لصاحبه ابراهيم جناحي ومجوهرات خليل ابراهيم الفردان..ومنجرة عباس بلجيك ودكان سهوان..وشربت سلمان حمادة وورشة البلاستك للاستاذ عزيز زباري ومحل تصليح الساعات لحجي علي الساعاچي ومكتبة يوسف زليخ ومكتبة البحرين للمهزع..ومدرسة الاستاذ الكبير ابراهيم العريض، ومكتب قاضي الشرع الشيخ خلف العصفور.