«فريج الفاضل»… شاهد على التلاحم بين الطائفتين
يأخذك الشوق الى الماضي العريق في بقعة لها كينونتها الخاصة في العاصمة المنامة… فريج الفاضل… بجامعه الذي يعبق بنداء الحق، وبتراث عريق وقيم أخلاقية بحرينية أصيلة، لتعود من جديد الى روح العصر… تستحوذ على أحاسيسك معاني الأصالة والمعاصرة في آن واحد، فتدرك أن هذه البلاد الطيبة بشعبها الكريم الوفي… منارة إسلامية وإنسانية قل نظيرها… هكذا هي البحرين بكل بقاعها في نفوس أبناء البحرين جميعاً.
هذا «الفريج» البحريني ذائع الصيت، وعلى رغم مرور الأيام وتواتر الزمن وفقدانه الصباحات الجميلة التي كانت تجمع بين جنباتها كل فئات المجتمع من تجار ومثقفين وزوار وسياح والعوام من أهل البحرين وأهل الخليج، لايزال من الشواهد على التلاحم التليد بين الطائفتين الكريمتين… وكم كان هذا الحي في الماضي القريب محل سكنى للكثير من التجار الخليجيين والعرب، وكم مثل من تواصل بين مختلف الفئات ليبقى جامعه المبارك أكبر شاهد يتحدى الزمن، ويقف في وجه رياح التغيير، رافضاً إلا أن يكون رمزاً إسلامياً بحرينياً أصيلاً منذ إنشائه قبل 150 عاماً، ويقدم على مر التاريخ، شهاداته على الروح البحرينية النقية المعطاءة التي مثلتها عائلة «آل سعد» التي كان ومازال، لها شرف إمامته والخطابة فيه… ولايزال صوت الشيخ إبراهيم بن عبدالله آل سعد ينساب الى قلوب أهل البحرين من منارة الفاضل.
تقول بعض الروايات، إن الجامع خضع للتجديد أول مرة في العام 1962 على يد مهندس إيطالي يدعى «باتروكي»، وهو صاحب فكرة استخدام قطع السيراميك صغيرة الحجم في سطح المنارة الخارجي، لكن، وفي العام 1995، تولى المهندس البحريني إبراهيم المؤيد الإشراف على مشروع التجديد ليضع بصمات مهندس مبدع بإضافة السور والشرفات ذات الأشكال النجمية، فبقي الجامع متميزاً بهندسته المعمارية المستمدة من العمارة الإسلامية وبحكاية السماحة والعطاء.
أما أهل البحرين عموماً، وأهل المنامة خصوصاً، والأخص منهم أهل «فريج الفاضل»… فإنهم، بما يملكونه من عطاء بحريني… الذهب الخالص و… منارة المحبة والطيب والكرم البحريني الأصيل
العدد 3149 – الجمعة 22 أبريل 2011م الموافق 19 جمادى الأولى 1432