«يعتزم مشروع ملامح لتوثيق الحياة العمرانية والاجتماعية في المنامة إصدار نسخته الثالثة من كتاب ملامح المنامة، وذلك خلال ليالي شهر رمضان الكريم المقبل، ويتضمن الكتاب سيرة صورية تمثل رحلة في حياة المنامة خلال 100 عام عبر 100 شخصية متنوعة لها إنجازاتها وتمثل سيرتها وصورها بصمة بارزة تعكس أهم ملامح العاصمة بعنوان وجوه من المنامة» هذا ما صرح به نائب رئيس جمعية العاصمة للثقافة الإسلامية ورئيس فريق عمل المشروع سيدفاضل آل شرف.
وحول إنجاز كتاب ملامح المنامة أكد آل شرف أن هذا الكتاب يأتي ضمن مشروع ملامح لتوثيق الحياة العمرانية والاجتماعية في المنامة وهذا المشروع يتضمن أربع أفكار رئيسية، هي إنشاء موقع إلكتروني يوثق تاريخ المنامة وحاضرها، وإصدار موسوعة مصورة من عدة أجزاء، تحمل في كل عام عنواناً معيناً تشتغل عليه وتوثقه، بالإضافة إلى ندوات ومحاضرات عن تاريخ المنامة بشكل خاص، وتشجيع الأفلام الوثائقية والبحث عنها واقتنائها،
تهدف إلى تقريب أهل المنامة بعد أن باعدتهم ظروف السكن، ويضيف آل شرف مشروع «ملامح» يأتي ضمن توجه جمعية العاصمة للثقافة الإسلامية التي تأسست في 2002 بدور مكمل للمؤسسات المجتمعة الأهلية في المنامة، بهدف نشر الثقافة الأصيلة في المنطقة والتركيز على النقاط الناقصة واستكمالها، والتي توجه فعالياتها للمجتمع بمختلف شرائحه وتوجهاته وبمختلف الفئات العمرية سواء في المجال الديني أو الاجتماعي أو الرياضي أو الثقافي.
وعن الهدف الرئيسي من المشروع أشار آل شرف إلى أنه تقريب أفراد المجتمع من بعضهم البعض بعدما أبعدتهم ظروف السكن عن المنامة، واستعادة ماضي المنامة، تاريخها أمجادها رجالاتها أماكنها مساجدها مآتمها وكل شيء له علاقة بالمنامة.
التنوع الثقافي لأهل المنامة
وحول جديد مشروع «ملامح» لهذا العام بالمقارنة مع ما سبق من إصدارات أكد آل شرف أنه في نهاية 2008م صدر الجزء الأول من كتاب ملامح المنامة، وكان إصداره تجربة لاقت نجاحاً غير متوقع، وذلك قياساً بنفاذ النسخ خلال أسبوع، وقد احتوى الكتاب على عدد كبير من الصور الشخصية، والجماعية وصور للأماكن، وتسارعت الأيام وأصدرنا الجزء الثاني بالنمط نفسه، وفيه تم تقسيم الصور بحسب الأرشيفات المستلمة من أصحابه، وقد لاقى الإصدار الثاني النجاح نفسه، حيث نفذت النسخ خلال فترة قصيرة، ثم توقفنا سنتين لدراسة التجربة وتطويرها، إلى أن توصلنا إلى أن نخصص عنواناً لكل إصدار وارتأينا أن يكون هذا العام بعنوان «وجوه من المنامة» نحاول أن نجمع فيه مئة اسم من المنامة بما يعكس التنوع لأهل المنامة حيث سيضم الإصدار صوراً لشخصيات متنوعة بين شخصية عالم دين، رجل أعمال، وجيه، صاحب مهنة، مركِّزين على أن يكون له بصمة في مجاله، وفي البداية جمعنا الأسماء وراسلناهم بداية يناير/ كانون الثاني من خلال استمارة توثيق المعلومات، وقد حصلنا على ردود كثيرة، فمن بين 300 شخصية راسلناها تجاوب معنا 100 شخصية وهم الذين استطعنا إدراجهم في كتاب هذا العام. وعن المرحلة التي وصل إليها كتاب ملامح المنامة والحصيلة التي سيخرج بها المشروع بشكل عام، أكد آل شرف أن الكتاب الآن وصل مرحلة الإخراج الفني، مضيفاً أن حصيلة ما جمعناه يمثل رحلة في مدينة المنامة خلال 100 عام، فيها قصص، فيها عبر فيها خبرة، تتشابه الوجوه، في ملامحها، في عطائها، في عصاميتها، في إنجازاتها، رغم اختلاف أسمائها إلا أنه يبقى في النهاية أن كل اسم يحمل درساً، وذكرى جميلة، وخاطرة إلى الأحفاد الذين يستذكرون عطاء الجد ويترحمون عليه، ويحفظون الإنجاز والعطاء والتقدير لمن هم مازالوا بينهم من أصحاب العطاء والإنجاز. وفيما يخص آلية عمل الفريق الذي أنجز الكتاب أشار آل شرف إلى أنه نتيجة جهد جماعي لخمس لجان اشتغل عليه خمسة أشخاص رئيسيين تمثل جهدهم في لجنة جمع المعلومات والمتابعة، ولجنة الطباعة والكتابة، ولجنة التدقيق في التواريخ والأحداث، ولجنة الإخراج الفني بالإضافة إلى رئاسة المشروع والمتمثل دورها في متابعة الإصدار والتدشين.
تدشين الكتاب خلال رمضان المقبل
وحول فعالية تدشين الكتاب في نسخته الثالثة أكد آل شرف أنه سيتم خلال شهر رمضان وذلك عبر برنامج يمتد على مدى ثلاث ليالٍ من الشهر الكريم، حيث ستخصص أول ليلة لحفل للتدشين، ثم فقرات متنوعة في تاريخ المنامة.
ولحرص البعض على أرشيفه من الصور كنا نزوره في بيته بكل عدتنا للتوثيق وحول أهم الصعوبات التي واجهها الفريق حين العمل على إعداد وتأليف الكتاب أشار آل شرف أن الإصدار الأول والثاني عبارة عن أرشيفات لعدة أشخاص، ولم يكن بالإمكان استكمالها جميعها في كتاب واحد لتنوعها وزخورتها، ولذلك اضطررنا لاستكمالها في الجزء الثاني، ولحرص البعض على الاحتفاظ بأرشيفه من الصور كنا نزوره في بيته بكل عدتنا ووسائلنا لنسخ الصور وتوثيقها وإدراجها ضمن الكتاب، وكانت الصور عشوائية ومقسمة بحسب صاحب الأرشيف إذ كان البعض كان يصر على نزول الصورة باسمه وحسب أرشفته الخاصة، ولكن في هذا العام قررنا أن نضع الصور بشكل مختلف، بحيث تعكس الصور السيرة العملية والتجربة الحياتية لصاحب الصور.
النسخ تنفد وبعضها يباع بـ 100 دينار
وعن الصدى المتوقع لكتاب ملامح المنامة في نسخته الثالثة هذا العام أشار آل شرف إلى أننا نتوقع نجاحاً باهراً كما تعودنا في السابق فالكتاب حين كان ينزل في السوق كان ينفد تماماً خلال أسبوعين، وقد وصل سعره إلى 100 دينار، ورغم أننا كنا نبيعه بخمسة دنانير (سعر التكلفة)، ولكن بعد نفاده كان البعض يدفع 100 دينار رغبة في الحصول عليه والاحتفاظ به حيث اكتشفنا أنه كان هناك «سوق سودة» يباع فيها الكتاب. يضم الكتاب سيرة صورية لشخصيات لها إنجاز من علماء دين، تجار، أصحاب حرف.
وعن أهم الشخصيات التي سيتضمنها كتاب ملامح هذا العام ذكر آل شرف أن الكتاب سيحتوي على سيرة صورية لشخصيات منوعة من المنامة لها إنجاز سواءً علماء دين، تجار مثقفين، أصحاب حرف ومنهم على سبيل المثال، محمد علي التاجر، يوسف بن أحمد كانو، ملا جواد حميدان، عبداللطيف الناصر، حجي حسن المحروس، صالح الصالح، سالم العريض، جعفر زبر، سيدعلوي الغريفي، محمد بن يوسف المخرق، والكثير من الشخصيات إذ يستعرض الكتاب سيرة الشخصية من خلال الصور، بالإضافة إلى مراسلات قديمة، ووثائق ذات قيمة، تعكس السيرة العملية والتجربة الحياتية لصاحب الصورة.