MANAMASTORY
MANAMASTORY
14 ديسمبر 2017 وجوه من المنامة

“أحمد كانو” رمزا من رموز ازدهار البحرين لا تقف اسهاماته عند الجانب الاقتصادي وحسب

لعبت شخصية أحمد علي كانو دورا كبيرا في مسيرة التنمية الاقتصادية لأكثر من نصف قرن وقد كان رمزا من رموز اقتصادنا الوطني، وتجلى ذلك من خلال قيادته لإحدى أكبر المؤسسات العائلية المرموقة على مستوى الخليج والوطن

أحمد علي كانو

العربي منذ العام 1945 إلى جانب المؤسسات والشركات التي ترأس مجلس إدارتها والتي تعد اليوم أكبر وأنجح المؤسسات التجارية والإنجازات التي حققها وجعلت منه أحد ألمع الأسماء في وسط رجال الأعمال والمال المرموقين.

ولد أحمد في مدينة المنامة بتاريخ 26 يونيو/ حزيران العام 1921، وترعرع في كنف والده المرحوم علي محمد كانو

ووالدته صفية كانو في حي كانو الشهير في مدينة المنامة، وكان في الوقت ذاته يقوم الأخوان جاسم وعلي أبناء محمد كانو بإدارة أعمال وأنشطة مؤسسة يوسف بن أحمد كانو في ظل ورعاية مؤسس الشركة وعميد أسرة كانو الوجيه المرحوم الحاج يوسف بن أحمد كانو والتي مازالت الشركة تحمل اسمه عرفانا لشخصه.

تلقى أحمد تعليمه الأول في مدرسة الهداية الخليفية ثم سافر بصحبة ابن عمه المرحوم محمد جاسم كانو إلى جامعة بيروت الأميركية في الثلاثينيات من القرن الماضي وذلك لمواصلة تحصيلهم العلمي الجامعي، وهم ضمن المجموعة الأولى التي توجهت للدراسة بالخارج في ذلك الوقت.

أحمد كانو مع أخوانه وابناء عمومته في اوائل الثلاثينات

وبعد إتمام دراسته الجامعية عاد أحمد مع ابن عمه محمد إلى البحرين ليشاركا والديهما جاسم وعلي محمد كانو وجدهما الحاج يوسف بن أحمد كانو في إدارة أعمال شركة العائلة.

يعتبر أحمد كانو وابن عمه محمد جاسم كانو بعد توليهما زمام الأمور بالشركة منذ بداية الخمسينيات قطبي حركة التحديث والتنويع الفعال لأنشطتها ونقلها من مرحلة تجارة بعض المنتجات الاستهلاكية وتمثيل بعض وكالات البواخر والنفط والسيارات إلى المزيد من التوسع الأفقي والرأسي وإضافة توكيلات جديدة للخطوط الملاحية وخطوط الطيران وخدمات التأمين والمشاريع المشتركة في العديد من المجالات الصناعية والتجارية والخدمية مع العديد من الشركات العالمية حتى أصبحت من كبريات الشركات المتعددة الأنشطة في المنطقة.

مع بعض المدراء ومباشرة أعمال الشركة

من أجل هذا اختير للقب رجل الأعمال الخليجي للعام 1994 لأقدم وأعرق شركة عائلية خليجية ذات الحجم الاستثماري الكبير والأنشطة المتنوعة والمتكاملة.

وقد شهدت فترة رئاسته البدء في إنشاء برج بنك البحرين الوطني المكون من 25طابقا والذي عد من أكبر الأبراج في البحرين بكلفة 2 مليون دينار بحريني، إذ تم الانتهاء من تشييده في آخر العام 1998.

أحمد علي كانو وابراهيم عبد الكريم وزير المالية آنذاك وعبد الله سيف محافظ مؤسسة النقد آنذاك في احدى احتفالات بنك البحرين الوطني

وقد لعب المرحوم دورا بارزا فيما وصل إليه البنك من مكانة مرموقة على المستويين المحلي والعالمي وستظل إسهاماته الخيرة والإنسانية التي خلدها خير شاهد ودليل، فقد تم تخصيص نسبة من أرباح بنك البحرين الوطني لبرنامج الهبات والتبرعات بما تتفق والصالح العام، كالمشاريع التعليمية والصحية والاجتماعية، فعلى سبيل المثال تم إبان فترة رئاسته لمجلس إدارة بنك البحرين الوطني إنشاء مركز بنك البحرين الوطني الصحي ومركز بنك البحرين الوطني للعلاج الطبيعي، كما تم إنشاء دار بنك البحرين للمسنين.

وقام بنك البحرين الوطني بتكييف أغلب المدارس الابتدائية في البحرين، إلى جانب الدعم الذي كان يقدمه البنك وبصورة مستمرة حتى الآن لجامعة البحرين وكذلك مشاريع كانو الخيرية، فشركة يوسف بن أحمد كانو تخصص سنويا مبالغ للأعمال الخيرية لمساندة المجتمع المدني كمدرسة كانو للتمريض، مركز حمد علي كانو الصحي في الرفاع الشرقي، مركز محمد جاسم كانو الصحي في مدينة حمد، مسجد علي كانو في الحد، مسجد حمد علي كانو في المحرق، جامع يوسف بن أحمد كانو بمدينة حمد وجامع جاسم محمد كانو بالمنامة وغيرها من المشاريع الخيرية التي هي قيد الإنشاء.

مع وزير الصحة آنذاك علي فخرو في افتتاح مدرسة يوسف بن احمد كانو للتمريض بمجمع السلمانية الطبي ١٩٧٠ م

وكان ذلك انسجاما مع إرشاداته وتوجيهاته، في دعم المسيرة الحضارية التعليمية وتشجيع الحركة الفكرية والثقافية في هذا الوطن الحبيب، وأيضا إنشاء دار بنك البحرين الوطني تأهيل الأطفال المعوقين وكانت آخر المشاريع التي كانت تحت إشرافه إنشاء مكتبة بنك البحرين الوطني العامة في المحرق، والتي إن دلت إنما تدل على أن المرحوم أحمد علي كانو يتمتع بنظره ثاقبة ورأي سديد.

أما على الصعيد الاجتماعي فإن للراحل إسهامات كثيرة لا تقتصر على المؤسسات التابعة لشركات يوسف بن أحمد كانو، فقد كانت الشركات أو المؤسسات التي ترأس المرحوم أحمد علي كانو مجلس إدارتها تعد اليوم من أنجح وأكبر المؤسسات الاقتصادية في البحرين والمنطقة، ولا ننسى أن للمرحوم فضلا في تحويل شركات «اسجول» لخدمة وصيانة الطائرات إلى شركة خدمات مطار البحرين – باس، والتي آلت ملكيتها بالكامل إلى القطاع الخاص في مطلع السبعينيات، والمرحوم أحمد علي كانو ومن خلال عضويته أو رئاسته لمجالس إدارة الشركات على امتداد عمره كان له دور مؤثر وكبير في خدمة المجتمع البحريني من الجانب الإنساني والخيري.

زيارة المغفور له الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة حاكم البحرين آنذاك مع الشيخ أحمد الجابر الصباح لسفريات كانو في الخمسينيات

يذكر أن الراحل ترأس الكثير من الشركات المرموقة، إذ كان من المؤسسين لشركة البحرين لتصليح السفن والهندسة (باسرك) ورئيس مجلس إدارتها إلى أن توفاه الأجل، كما أنه ساهم مع ابن عمه ورفيق دربه المرحوم محمد جاسم كانو في تأسيس شركة طيران الخليج، وكان أحد المؤسسين لـ «بنك انفستكورب» ومن الخمسين الأوائل الموجهين لسياستها وعضوا في مجلس إدارتها ونائبا للرئيس منذ قيامها وقد كانت له إسهامات كثيرة في دعم مسيرة هذه المؤسسة المالية الكبيرة وعلاوة على القطاع المصرفي فقد كان للمرحوم دور هام في قيام غرفة تجارة وصناعة البحرين التي تأسست العام 1951.

وتنوعت مشاركات المرحوم أحمد علي كانو الاقتصادية والتجارية ففي العام 1968م قام بتأسيس شركة فنادق البحرين التي تمتلك فندق الخليج الذي يعتبر أول فندق ذي خمس نجوم في البحرين وتولى رئاسة مجلس إدارة هذه الشركة حتى توفاه الله.

إسهاماته الخيرية

من جانب آخر اهتم رحمه الله بزرع الحس الديني عند الشباب، وذلك من خلال بناء المساجد في كثير من الأماكن مثل (نادي المحرق والنادي الأهلي والهلال والمسجد الكبير قرب نادي البحرين، وكذلك نادي الحد) وغيرها. وبجانب إسهامات الراحل أحمد علي كانو رحمه الله المتعددة في شتى الجوانب الاقتصادية والتجارية والتنموية في البحرين والمنطقة فقد شارك بفاعلية في عدد من المهمات الوطنية وكان له دور بارز فيها.

صورة عائلية بمنزل العائلة – عيد الأضحى المبارك

مشاركاته الفاعلة

شارك المرحوم في عضوية المجلس التأسيسي المكلف بوضع دستور دائم للبلاد العام 1972م، ففي اليوم التاسع من شهر ديسمبر/ كانون الأول من العام 1972م صدر عن المغفور له أمير البلاد الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة مرسوم بتعيينه عضوا في المجلس التأسيسي مع سبعة أعضاء آخرين وجاء اختيار المرحوم أحمد علي كانو لتلك المهمة الوطنية الكبيرة تقديرا من القيادة السياسية لمكانة أحمد علي كانو الوطنية الرائدة وتثمينا لعطاءاته وأعماله الوطنية والاقتصادية والخيرية وغيرها التي قدمها هو وعائلته للبحرين.

وفي إطار الاهتمام الدائم من شركة يوسف بن أحمد كانو بدعم أعمال الخير وإقامة المشروعات ذات الخدمة العامة والمساهمة الإيجابية الفعالة في المشروعات الدينية والثقافية والاجتماعية والخيرية فقد قررت الشركة بتخصيص جائزة لتكريم المتفوقين والمبدعين من الدول العربية، إذ تمخضت فكرة الجائزة نتيجة فكر وطموحات الوجيه الراحل أحمد بن علي كانو رحمه الله الذي كان يشغل منصب رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات يوسف بن أحمد كانو للفترة (1952 – 1997م) وقد قام الراحل بالتشاور مع جميع أعضاء أسرة كانو حول إنشاء جائزة تحمل اسم المؤسس الأول لمجموعة كانو الحاج يوسف بن أحمد كانو رحمه الله تخليدا لذكراه على المستوى العربي والذي اشتهر بحب العلم والعلماء ومساعدة طلاب العلم إلى جانب مساهماته في الأعمال الخيرية ومعاملاته التجارية التي اتسمت بالسماحة والأمانة.

لم تفقده المادة والنجاح المتواصل تواضعه وإنسانيته ولم يضعف من دوره تجاه بلده ومجتمعه، فقد كان يشارك الجميع أفراحهم وأحزانهم ويتفقدهم في أحزانهم وقضاياهم ما جعله صاحب دور ريادي في مسار العمل التجاري والاجتماعي، فقد كان رجلا فذا محبا لإخوانه وابنا بارا، احتل مكانة مرموقة على خارطة المراكز الاقتصادية والمالية المعروفة إقليميا وعالميا ولم يكتفِ الراحل بذلك بل اتجه بنشاطه للإسهام بعطائه في مختلف مجالات الخدمة العامة فأعطى للرياضة والشباب وشارك بالفكر والمال في غالبية المؤسسات الاجتماعية والخيري، وهو عطاء تجاوز المستوى الشخصي والأسري وامتد إلى المستوى الاجتماعي والإنساني الرحب.

إلى أن وافاه الأجل وانتقل إلى جوار ربه الكريم في يوم 15 يوليو/ تموز من العام 1997 بعد حياة حافلة بالبذل والعطاء والإنجاز.

مواضيع متعلقة

بورتريه المنامة : منصور بن رضي رائدا من رواد الثقافة والصحافة في البحرين

ذاكرة اللؤلؤ : تحفة “بن خلف” للمنامة، بيتاً ومسجداً وسيرة حيّة للأجيال

برادات النجار التي تأسست بعلبة علكة !

أضف تعليقك

ملاحظة: بريدك الإلكتروني لن يتم نشره. الحقول المطلوبة بجانبها علامة *

*