إبراهيم العريض : واجهة البحرين الثقافية
ولد في 8 مارس/ آذار من العام 1908 في مدينة بومباي الهندية من أبوين عربيين.
عاش في الهند حتى عامه الرابع عشر ولقد أكسبته هذه الفترة الكثير، إذ تنقل بين أحيائها وتعلم تراثها وعلومها الإنسانية وكذلك تعلم اللغات والآداب.
في العام 1922 زار البحرين لاول مرة اذ بدأ التعليم في مدرسة الهداية الخليفية في المنامة من جهة وعمل في تجارة اللؤلؤ من جهة اخرى. لكنه لم يكن قد استقر في البحرين بعد.
انتظم في مدرسة انجمن اسلام في بومباي إذ حصل منها على شهادة الثانوية العامة في العام 1926، وكان قد اجاد اللغتين الفارسية والانجليزية بالاضافة الى الاوردية التي كان يتقنها بطلاقة، ثم اشترك في دورة بجامعة عليكر بالهند لدراسة أدب الاوردو وكان نظمه للشعر في باديء الامر باللغة الأوردية ثم اللغة الانجليزية.
عاد الى البحرين في العام 1927 وتم تعيينه مدرسا للغة الانجليزية في مدرسة الهداية الخليفية لمدة اربع سنوات ثم عيّن نائبا لمدير المدرسة الجعفرية.
في العام 1931 اضطر للتخلي عن وظيفته اثر خلاف مع السلطات الاستعمارية في البلاد.
التحق في وظيفة كتابية في دائرة الجمارك الحكومية كأمين للصندوق.
العام 1937 انتقل للعمل في شركة جذ كرئيس لقسم الترجمة في الشركة إلا ان الشركة توقفت اعمالها بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية في عام 1939.
في العام 1943 سافر الى الهند والتحق للعمل في اذاعة دلهي.
عاد الى البحرين واستقر في العمل لدى شركة النفط التي كان يعمل بها سابقا وبقي فيها حتى العام 1967 إذ تقاعد منها.
انتقل بين بلدان عدة وهذا ما زاد من عمق مشاعره بالحنين الى الوطن.
مع اعلان استقلال البحرين في العام 1971 قرر سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة – رحمه الله – وضع دستور للبلاد واجريت الانتخابات لاول مجلس تأسيسي العام 1972 وكان ابراهيم العريض رئيسا له.
في العام 1974 عيّن سفيرا متجولا ثم سفيرا مفوضا فوق العادة في وزارة الخارجية.
كان العريض قد بدأ نشر مقالاته وقصائده في صحف العراق والشام ومصر في مرحلة مبكرة من عمره، واختارته الجامعة الاميركية في بيروت كواحد من بين أربعة هم: ميخائيل نعيمة ومحمود تيمور وجبرائيل جبور لإلقاء محاضرات عن الأدب العربي وقضاياه وقد عهد اليه بالتحدث في موضوع «الشعر وقضيته في الأدب العربي الحديث» وكانت هذه الجولة أول مؤتمر يحاضر فيه خارج الخليج.
في العام 1973 وضع معادلتين للتقويمين الميلادي والهجري لمعرفة أيام الأسبوع عبر التاريخ، كما صمّم لوحة برونزية تدور فتغطي التقويم الهجري قرنا كاملا سنة بعد سنة 1401 وحتى 1500 هجرية في الشعر باللغة العربية.
كتب سلسلة (صور من حياتنا الفكرية) ونشرها في مجلة (الأضواء) وهي تحتوي على حوارات أدبية وفكرية.
كتب عشرين حلقة ضمن سلسلة الروافد وهي مجموعة مقالات أدبية نشرت في مجلات مختلفة كالرسالة المصرية والآمال والعروبة اللبنانيتين وغيرهم.
حاز ابراهيم العريض على الكثير من الاوسمة، ففي العام 1974 منحه سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة – رحمه الله – وسام الكفاءة من الدرجة الأولى، وفي سبتمبر/ايلول قلّده صاحب العظمة الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة وسام المغفور له الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة من الدرجة الاولى تقديرا لجهوده المتميزة في مجال الثقافة والادب ودوره ابّان عمله سفيرا في وزارة الخارجية وقد اختير من بين رواد الفكر العربي ليكرم من قبل دار سعاد الصباح للنشر.
اطلق اسم الشاعر ابراهيم العريض على احد الشوارع الرئيسية في محافظة العاصمة تكريما لاعماله.
ودّعت البحرين شاعرها الكبير في هذا العام إذ توفي في شهر مايو/ ايار عن عمر ناهز 94 عاما
العدد 44 – الأحد 20 أكتوبر 2002م الموافق 13 شعبان 1423هـ